أوراق رياضية

أسرار في أسرار!

عماد النمر

على الرغم من المقولة المعروفة أن الإعلام الرياضي الإماراتي أقوى كثيراً من الرياضة نفسها، فإن هذا الإعلام يصطدم بحواجز كثيرة تعيق عمله بشكل مهني صحيح، أهمها سياسة التعتيم المفروضة على القطاع المالي داخل الأندية الرياضية، وبالأمس بدأت «الإمارات اليوم» نشر تحقيق حول عدم الشفافية في الإعلان عن تعاقدات اللاعبين، الذي يعتبره الكثيرون خطاً أحمر يجب عدم تجاوزه، خصوصاً من الإعلام أو الجماهير.

وتعتبر الأمور المالية للأندية سراً لا يجوز الإفصاح عنه، على الرغم من أننا نسير في العام الثالث للاحتراف، ومع ذلك لم يصل الاحتراف بعد إلى الأمور المالية، فلم تظهر لنا ميزانية سنوية لأحد الأندية توضح الأرباح والخسائر خلال الموسمين الماضيين، ولم يفصح لنا أي مسؤول عن قيمة صفقات ناديه خلال موسم.

وليس لدى الأندية معرفة بالقيمة التسويقية لأي لاعب محترف، وهي تعني قيمة ما يدره اللاعب على ناديه من أرباح، سواء باللعب المباشر أو التسويق التجاري لاسمه ومكانته.

ومن الأسرار أيضا مشكلات اللاعبين- وما أكثرها- لكنها تعتبر سراً لا يجوز إفشاؤه إلا ما سربته الجماهير من خلال المنتديات، وكم من مشكلة انتهت داخل أقسام الشرطة من لاعبين محترفين، وتمت التغطية عليها بدعوى الحفاظ على استقرار الفريق، أو أنها أمور شخصية لا دخل لأحد فيها.

وتستمر الأسرار داخل قلاع الأندية، ومنها أيضاً سكن المدربين واللاعبين الأجانب، وما يحدث فيها من قصص وحكايات تملأ صفحات كتب، وأغلبها لا يسر عدواً ولا حبيباً.

ومن الأسرار أيضا كيف يعيش اللاعب، وماذا يأكل، وكيف يقضي يومه، فلا أحد يعرف، حتى إدارة ناديه، فالحرية الشخصية للاعبينا مكفولة، ومن العيب التدخل في حياته، فلا يحق لنا أن نعرف أين كان يسهر، ولا أين وكيف قضى إجازته.

ومن الأسرار أيضاً مخالفات السير التي يرتكبها المحترفون، وتصل قيمتها إلى عشرات الآلاف، يدفعها النادي عن طيب خاطر، و«لا من شاف ولا من دري»!

كل من يطالب بالشفافية في التعامل مع الإعلام والجماهير في ما يخص الأمور المالية وحياة اللاعبين المحترفين، نجدهم مسؤولين سابقين يطالبون وبشدة بالإفصاح عن كل شيء، على الرغم من أنهم أثناء توليهم المسؤولية كانوا من أشد أنصار السرية، ولم نر واحداً منهم أثناء وجوده في المنصب يدلي بتصريح وحيد فيه ذكر التفاصيل المالية لأي تعاقد مع لاعبيه!

أعتقد أننا نحتاج إلى سنوات كثيرة حتى تتغير الأفكار والمفاهيم نحو احتراف حقيقي، وأرجو أن يكون لرابطة الأندية المحترفة دور في تغيير هذه الأفكار القديمة.

الورقة الأخيرة

مسؤول كبير بأحد الأندية قال لي بالحرف الواحد «لماذا تطالبنا الجماهير بالإفصاح عن الأمور المالية بالأندية، وهي ليست مساهمة في ميزانية النادي، ويشكل دخل التذاكر 1٪ فقط، ونحن نستجدي الجماهير لتحضر وتدعم النادي؟ إننا نقدم الميزانية لمن يدعموننا بالمال، وهذا يكفي»، وهي وجهة نظر جديرة بالاحترام في زمن تتوسل فيه الأندية جماهيرها لتملأ المدرجات.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر