بالحبر المجرد

دورينا رحمه الله

عامر المري

منذ أن أشرقت شمس الكرة الإماراتية في أول موسم معترف به 1974-1975 من قبل كل الشرائح الرياضية، تكونت طبقة الكبار، وهي الأندية صاحبة الإنجازات، وظلت هذه الأندية مسيطرة عقوداً على معظم المسابقات المحلية، وبالتالي صنفت على أنها الأندية الكبيرة، كحال أندية العين والوصل والشارقة والأهلي والنصر.

وتحققت الأرقام القياسية والمميزة لهذه الأندية، ثم أتى الشباب وبعده الوحدة، وبالتالي ازدادت الرقعة، وأصبحت منافسة بين حين وآخر، ولها وضع مميز، وفي الوقت ذاته غابت أندية سنوات عن البطولات من أندية الرعيل الأول، بل إن البعض منها هبط إلى الدرجة الأدنى، وكانت بمثابة الصدمة للساحة الرياضية.

عموماً أنا أتحدث بداية عن الفرق الخمسة التي بدأت قص شريط البطولات، وكيف كانت الحال، وأين وصلت بها الأمور حالياً.

العين أولاً لأنه الفريق الوحيد الذي حقق بطولات في العقود الأربعة الماضية، ولم يغب إطلاقاً عن أي عقد منها، بل وكما تعلمون صاحب الرقم القياسي في عدد البطولات ككل، والإنجاز الخارجي المتمثل بكأس آسيا ،2003 والكثير من الأمجاد العيناوية.

بين الأمس واليوم أشياء كثيرة تغيرت، وبات الزعيم بعيداً كل البعد عن زعامته للدوري، بل والأمّر من ذلك أن البنفسج أصبح همه البقاء بين صفوة الكبار، الذين كان في يوم من الأيام هو كبيرهم!

ثم نأتي على شمس دورينا التي لم تغب منذ تأسيسه المتعة عبر التاريخ، ونشاهد ما وصلت اليه أمور الكيان الوصلاوي الكبير، وبات همه إحدى بطولات الكؤوس، وهو صاحب الرقم الكبير في بطولة الدوري بسبعة ألقاب من أجل إرضاء الجماهير العاشقة للون الأصفر!

النصر، عميد أندية الإمارات، الذي لم يسبق له أن هبط إلى الدرجة الأولى، ولم يغب عن درع الدوري منذ أكثر من ربع قرن، حتى إن أغلب الجماهير الحالية لم تعد تعرف عن النصر إلا أنه عميد متقاعد، وتحكى لهم أن الأزرق كان بطلا في يوم ما!

الشارقة صاحب الرقم الكبير جداً في البطولات، بل ويأتي بعد العين مباشرة في إجمالي البطولات المختلفة، أصبح اليوم سعيداً بأنه بعيد عن معركة الهبوط.

الأهلي متزعم البدايات وصاحب التفوق الكبير دائما وكتيبة النجوم المتدفقة أين هو الآن، فالدوري بعيد المنال، والكأسان تذوق مرهما، وخرج من كل شيء عدا الخليجية، وهو من كان قبل سنوات قليلة يريد بطولة آسيا!

وكذلك الشباب والوحدة، وهما من كبار القوم أيضا، لم يكن حضورهما هو حضور الأبطال في الدوري، بل كان كل منهما يلعب وهو لا يستطيع التفكير في أن يكون بطل الدوري!

بالمختصر إن هذه الأندية هي التي استطاعت أن تحقق لقب الدوري على مر العقود الماضية، وفجأة من دون سابق انذار غاب الجميع عن المنافسة، وأصبح الفريق الجزراوي يغرد خارج السرب، بمناوشة الفريق الحديث العهد بالمنافسة، بني ياس. لا أقلل من قيمة العمل الجزراوي، ولكن أتحدث عن حال دورينا بغياب الفرق الرئيسة، حتى عن محاولة المنافسة، وبالتالي خلت المدرجات، وغابت الاثارة، وقل الصخب الإعلامي، وهي حالة تحدث لأول مرة أن يغيب كل من حققوا الدوري دفعة واحدة، وهذا سبب كفيل بقتل المسابقة من المتعة، وانحصرت متعة الدوري في مباريات الجزيرة، التي أصبح معظمها من طرف واحد!

amer_almarry@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر