فنجان قهوة

«مالت عليك» يا حكم

حسن طالب المري

فوز منتخب الرماية ببطولة العالم التي أقيمت في تشيلي قبل أيام، يحمل دلالات عدة، أولاها، أننا نملك مجموعة من الأبطال المميزين القادرين على إحراز البطولات والميداليات ورفع علم الدولة في المحافل الدولية، وثانيتها، المشاركة لأجل الفوز وليس المشاركة لأجل «الشو»، وثالثتها، أن الاستثمار في الألعاب الفردية أجدى وانفع من حيث تحقيق البطولات، وهذا ما تطبقه معظم دول العالم المتقدم والمتحضر رياضياً، ورابعتها، حتمية توجيه الموازنات حسب النتائج التي يحققها أي اتحاد، وليس وفقاً لحجم «البهرجة» التي يحققها هذا الوفد أو ذاك في هذه اللعبة أو تلك، «بهرجة» كلفتنا الكثير من الأموال، ولم تجن منها رياضتنا إلا الخيبة والخسران، ما عدا - طبعا - الصور الجماعية لـ «ربعنا» وهم يرتدون أفخم بدلات «الخواجات» من أرقى المناشئ العالمية!

أما خامسة الدلالات، فهو الأهم من وجهة نظري طبعاً، ويتعلق بضرورة، بل حتمية وسرعة الاستفادة من بطلنا الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر، لاعبا ومدربا ومشرفا، بل ومسؤولا قياديا للعبة الرماية التي اثبت نجومها أنها الدجاجة التي تبيض ليس ذهبا فحسب، بل أبطالا قادرين على تحقيق الانجازات الرائعة.

حتى الآن، مشاركة فرقنا في دوري أبطال آسيا وأندية الخليج لكرة القدم، تبدو قصة حزينة، بل رواية مأساوية، طبعاً مع احتفاظ فريق النادي الأهلي بحقه في الإشادة، كونه الفائز الوحيد من بين الخماسي الإماراتي الذي دافع عن ألوان كرتنا في المحفلين الخارجيين المهمين خلال الأسبوع الماضي!

وما شاهدناه في الجولة الأولى للبطولتين، أن أداء فرقنا في البطولات المحلية يختلف تماما عندما تمثلنا خارجياً، أرجل تكاد ترجف من شدة الخوف على المسرح الخارجي، أداء باهت، رغبة مفقودة في الفوز، تصميم، إرادة في خبر «كان»! ومن الجولة الأولى، خرجنا بالمختصر المفيد، أسودنا التي تلعب في الدوري المحلي تتحول إلى مجرد أرانب على المسرح الخارجي، خوف وتوهان وتكاسل، ينتهي بتبريرات أكل الدهر عليها وشرب بحراً من الماء وليس كوبا، وربنا «يستر من اليايات»!

«مالت عليكم»، القضية يا حكام مستطيلنا الأخضر الأعزاء كميل برج «بيزا المائل»، فكل من يريد أن «يداري» إخفاقاته وسوء اختياراته، يجد في الحكام المخرج له ولإدارة ناديه! «مالت عليكم»، انتم صرتم ملاذاً لكل من يفشل في التخطيط والتنفيذ والإدارة والتسويق والاستثمار، «مالت عليكم»، انتم أصبحتم كوخا للفارين من رداءة التعاقدات مع «الخواجات»، مدربين ولاعبين!

«مالت عليكم»، انتم السبب في فقدان السيطرة على بعض اللاعبين المشاغبين، لا بل أنتم يا حملة الصفارة، «أبو الأسباب» في «زعل» بعض اللاعبين المدللين، وذوي قصات الشعر «المعكرونية» و«الرقصات الفلكلورية» و«نجوم» السهرات «الصبّاحية»! أما معاناتكم فيعرفها القاصي والداني، الدوام أيام الإجازة وعدم التفرغ من جهات عملكم الرسمية، واستخدام سياراتكم الخاصة في السفر لإدارة المباريات، كلها أمور سيتم النظر فيها لاحقا! وهنا نتساءل: أين وصل موضوع رابطة الحكام؟ ومتى يرى النور؟ أليس وجود رابطة لحكام كرة القدم يمثل جزءاً من الحل؟ أفتونا يرحمكم الله.. و«مالت عليك» يا حكم!

آخر كلمة

أعجبني التفاعل الكبير من الأحبة قراء «الإمارات اليوم» مع عمودي الأسبوعي الاثنين الماضي، حيث أدركت أن كثيرين مستاؤون من حصر المناصب في أشخاص معينين و«بسك مناصب يا عزيزي» .

hassan_almarri@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر