فنجان قهوة

«بسّك» مناصب.. يا عزيزي

حسن طالب المري

تابعت المباراة التي جمعت فريقي الاتحاد كلباء والوحدة، في الجولة 13 من دوري المحترفين، التي تفوّق فيها نمور كلباء مرتين، الأولى على أنفسهم، والثانية، على العنابي بخماسية أشك في أن الوحداوية سينسونها سريعاً، خماسية فاجأت الاتحاديين أنفسهم، كونها مباراة بين فريق يقبع في قاع الجدول، وآخر شارك في بطولة العالم منذ فترة قليلة، ناهيك عن كونه بطل النسخة الماضية من المحترفين!

وفي تلك المباراة، قدّم الاتحاد دروساً عدة، أولها، أن الإصرار والتحدي والثقة بالنفس، توصل أي فريق إلى مبتغاه، والآخر، أن الاستعلاء وعدم احترام المنافس، والاعتقاد بأن المباراة محسومة سلفاً، وأن نقاطها في «الجيب»، تولد «صدمة كهربائية» ترتقي إلى مستوى «الرعب»!

ازدادت في الآونة الأخيرة مطالبات كبار المسؤولين في الأندية وجماهيرها بهدف الاستعانة بالحكام الأجانب بدلاً من إسناد المباريات إلى حكامنا المميزين!

ومن دون إسهاب، تلكم المطالبات لا تحتاج إلى أكثر من تعليق «زامر الحي لا يطرب»، ورفقاً بحكامنا الذين ستضطرهم تلك المطالبات إلى مزيد من الأخطاء!

وإذا ما أصرّ المطالبون على تنفيذ مطالبهم، فإننا نتساءل عن مصير اتفاقات تبادل الحكام التي أبرمت سابقاً أو التي ستبرم مستقبلاً، لماذا لا يتم تطبيقها للخروج من دائرة العودة إلى «شماعة» الحكام، وتعليق إخفاقات الفرق على تلك «الشماعة» باعتبارها الأقرب إلى متناول أيدي المسؤولين بعد المدرب طبعاً، باعتباره الأقرب في الأصل إلى تلكم الأيادي و«المقصلة» معاً؟

لا أعلم بالضبط كم هو عدد المناصب الرياضية في الإمارات، ولا عدد من يشغلها من الشخصيات، ولكن ما أعلمه أن عدداً ليس بقليل من تلك المناصب «مشغول» من قبل أسماء بعينها، أنا وأنت نعرفهم!

وفي الحقيقة، أنا هنا لست بحسود، «الله يزيد ويبارك»، ولكن أتساءل عن سر الطاقة والوقت اللذين يمتلكهما من يتولى مناصب عدة في آن واحد!

وفي الحقيقة أيضاً، أن تكون زوجاً وأباً ورب عمل وموظفاً ورئيس اتحاد ومدير ناد وعضو جمعية وأمين سر هنا، ومديراً مالياً هناك، ومتحدثاً باسم هذا النادي، وناطقاً رسمياً باسم ذلك الاتحاد، كلها مناصب أو «مشاغل» تستدعي أن نعرف سر قوة أولئك الرجال «الخارقين» في توليها في وقت واحد، وفي ظل متطلبات «حزمة المناصب» من إدارة اجتماعات وإطلاق فعاليات وحضور منتديات ومؤتمرات والسفر لمتابعة المشاركات وغيرها من حلقات «السلسلة الذهبية» لتعدد المناصب، فيما المسؤول واحد!

والمثير في الموضوع، أن جميع هذه المناصب محلي، وبما «يجرنا جراً» إلى طرح سؤال شفاف: لماذا لا تتوسع قدرات «ربعنا الخارقين» أصحاب المناصب المحلية المتعددة إلى الساحة الخارجية، فيفيدوا ويستفيدوا، ويصبح لنا موطئ قدم في كل اتحاد أو هيئة قارية أو عالمية أو خليجية أو عربية، وبما يوسع تأثير أبناء دولتنا خارجيا؟!

وفي ظل «زحمة» تلك المناصب، نسأل، لماذا لا تكون هناك آلية في تحديد عدد المناصب المحلية في ظل توافر كفاءات وطنية في كل مجال رياضي «يكوّش» على مناصبه «رجل خارق» واحد، ترفع له القبعات ليس لجودة عمله، بل رعباً منه؟

«وبسّك» مناصب.. يا عزيزي!

آخر كلمة

أشكر من القلب كل من أشاد وانتقد ونصح بعد مقالي الأول في الأسبوع الماضي، إن شاء لله سأكون عند حسن ظن الجميع.

hassan_almarri@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر