بالحبر المجرّد

الجزيرة «حياة في الإدارة»

عامر المري

بات فريق الجزيرة في وادٍ وبقية الفرق في واد آخر من كل النواحي وعلى جميع الصعد، وإن أردت أن تقاس الأمور، فلن يستطيع أحد مجاراته أبدا لا بجمال ملعبه ولا نظرته الاقتصادية من أبراج شاهقة ولا أفكاره المستحدثة التي تبهر الكل من حيث التنظيم والجوائز ومشاركة المجتمع بكل أطيافه فيها.

إن هذا الملعب شهد حضور أكبر عدد من الجنسيات المختلفة التي كانت من المستحيل أن تحضر لملاعبنا عدا من خلال وجود منتخباتها على أرضنا وإذا بالجزيرة يحضرها بفضل أفكار خيالية تقود النادي الى مرحلة متقدمة جدا عن بقية الأندية وهو ما سيجعل هذا النادي منارة الفكر الرياضي في هذا البلد.

أما عن فريق الكرة الذي حسم الدوري بنسبة لا تقل عن 99٪، وينافس على بطولة الكأس بجهاز فني قوي بقيادة براغا الذي أتمنى أن يكون فيرغسون جديداً للجزيرة يعمر أطول فترة ممكنة وبكتيبة نجوم هائلة فكل نجم خلفه نجم آخر وفي الوقت نفسه يسير العمل في المراحل السنية على أكمل وجه ويدعم الفريق الأول وفوق كل هذا بات أي لاعب يريده النادي يأتي بين ليلة وضحاها ولنا أمثلة عدة تؤكد ذلك من استقطاب أفضل الصفقات محلية أو أجنبية.

كم أتمنى أن يكون الحضور الآسيوي من أجل البطولة فقط، فأي شخص يفهم كرة القدم يجب أن يرشح الجزيرة وألا يفعل ذلك في حالة إذا كان العنكبوت لا يريد وهو ما لا أتوقعه وأتمناه.

خيوط عنكبوتية

نظرة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان كانت بعيدة الافق بعد خسارة الجزيرة أمام أم صلال القطري المفاجئة قبل أكثر من سنتين، عندما اختار سموه تجديد العمل مع براغا لمدة موسمين إضافيين، حتى وجدنا اليوم الجزيرة يجني ثمار حكمة وذكاء سموه.

الجزيرة لا يملك قاعدة جماهيرية كبيرة ومع ذلك تم بناء ملعب يتسع لأكثر من 45 ألف متفرج، واستهزأ البعض وقالوا كيف يمتلئ، لكن اليوم أصبحنا نشاهد نسبة الحضور أكثر من نصف المدرجات وسيأتي زمن ليس ببعيد ونشاهد كيف يكون الحضور بأعداد هائلة.

اليوم لو يشارك الجزيرة بفريقين أجزم بأن بطل الدوري هو الجزيرة والثاني هو الجزيرة!

سالفة الامتار الأخيرة مقولة أزعجت الجزراوية، فأجهزوا على الدوري من الامتار الأولى.

الإبداع يبدأ بالعقول وليس بالمال، وأتذكر مقولة بدوية قديمة تقول «رأس مفكر خير عن مال مثمر».

حياة في الادارة هو اسم كتاب شهير للأديب والروائي والسفير السعودي غازي القصيبي رحمه الله، وقد حقق أرقاماً قياسية في مبيعاته وأتمنى من الجزراوية أن يدونوا أفكارهم وجميع ما ينجزونه ليقدموه مجانا إلى من يحتاج وهم كثر.

ختاماً

لست ممن يجامل أو ينافق، ولست بحاجة إلى ذلك، ولكن كل ما كتب في هذا العمود هو موجود على أرض الواقع، والحجة على من رأى غير ذلك.

amer_almarry@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر