فنجان قهوة

«الحقنا يا طويل العمر»»

حسن طالب المري

-- أثبت دوري المحترفين لكرة القدم في الإمارات، أن حاله تماماً كحال كل الدوريات في العالم، في ما يتعلق بالمنافسة على الدرع، لكن «دورينا» يتفرد بخصوصية، تتمثل في أن حلبة صراع التنافس على درعه الغالية، غالباً وربما دائماً، ما تضيق حتى تصبح دائرة صغيرة تتصادم فيها طموحات الأندية الغنية، فيما تلعب الفرق الأخرى، وما أكثرها، دور «الكومبارس».

ولو عدنا بالذاكرة إلى بداية دوري المحترفين، منذ نسخته الأولى في الموسم قبل الماضي، لوجدنا تكريساً واضحاً لهذا الأمر، قبل أن تؤكد مباريات الدور الأول من النسخة الثالثة الحالية حقيقة أن بعض الفرق ـ ما عدا الغنية طبعاً ـ صارت أشبه بأرنب السباق.

-- بدا واضحاً وضوح الشمس، أن معاناة منتخباتنا وأنديتنا ولاعبينا معاً، تتلخص في «النظام»، الجزئية التي تبدو ظاهرياً بسيطة جداً، لكنها صعبة التطبيق، إن النظام جوهر قبل أن يكون مجرد مظهر فقط، مظهر أبعدنا تماماً عن رؤية الأمور كما هي على أرض واقعنا الكروي، تعالوا معي لنأخذ الاتحاد الياباني لكرة القدم أنموذجاً حيّاً لقياس مدى كفاءتنا الكروية في مجال النظام،

ومع كامل تقديري لاتحادنا الموقر، الذي لم «يقصّر»، خصوصاً على صعيد المنتخبات الوطنية، إلا أن المقارنة قد «تحرجنا» كثيراً، رغم أنه من حقنا المطالبة جميعاً بالاستفادة من التجارب الناجحة للآخرين، وليكن أولئك الآخرون، هم «اليابانيون» الذين أبهروا العالم، ليس فقط في مجال صناعة الإلكترونيات والسيارات وغيرهما، ولكن أيضاً في مجال صناعة الرياضة والفوز والتحدي.

-- شركات كرة القدم في أنديتنا أثبتت يوماً بعد آخر، أنها وجدت فقط لتلبية شروط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بل اسمحوا لي أن أصف بعضها بـ«شركات الشو»!، ولنقلب معاً ملفاً «احترافياً» واحداً، ألا وهو ملف التسويق، لنجد أن وصف «شركات الشو» قليل بحق عدد من شركاتنا الكروية، في ظل حالة الفشل الذريع الذي لا تخفيه الألوان البراقة، ولا صبغ الجدران أو الديكورات، وحتى لا تبدو نظرتنا «سوداوية جداً»، فإن هناك بعض المحاولات الجادة باتجاه تحقيق النجاح المنشود من قبل بعض الشركات، ولكن ما يفرغ تلك المحاولات من المضمون الحقيقي للفلسفة العميقة لنظام الإدارة الاحترافية، هي أنها محاولات تستند إلى مبدأ الصداقة والمعرفة، إلى حدّ العودة إلى أسلوبنا القديم، عندما «كنا» في زمن الهواية التي كانت غارقة بمفهوم «علشان خاطر فلان»!

وما يجعل الأمل مفقوداً بعدد كبير من شركاتنا، أنها بدأت الموسم الاحترافي الثالث لنا بـ«انتفاضة» صرف كارثي، إذ ذهب المال في كل اتجاه، وبطريقة «اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب»، قبل أن تتعالى صرخات القائمين على تلك الشركات، «الحقنا يا طويل العمر»!

 

آخر كلمة

بعد توجيه الشكر لأخي سامي الريامي على فتح أبواب صحيفة «الإمارات اليوم» أمامي، من دون بطاقة «سالك»، اطلب «السموحة» من كل من يقرأ كلماتي في هذا العمود الذي يعدّ تجربة «العوم» الأولى لي في هذا البحر الهائج متلاطم الأمواج، لكن أعدكم بالمزيد.

hassan_almarri@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر