منكم السموحة

برشلونة بطل إسبانيا بنسبة 83٪

استوقفني استطلاع للرأي نشرته صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية اليومية الواسعة الانتشار، التي تعد من أشهر الصحف الأوروبية، وتوزع نحو نصف مليون نسخة، كشف أن 83.6٪ من جمهور «الليغا» المحلي يعتقد أن برشلونة حسم لقب الدوري بعد الجولة ،21 التي اختتمت ليل الاثنين، وأن المنافس المباشر والغريم التقليدي ريال مدريد بات في مأزق حقيقي، بسبب ابتعاده عن الصدارة بفارق سبع نقاط، ودعته الجماهير إلى رفع الراية البيضاء والاتجاه نحو لقب الكأس ودوري أبطال أوروبا.

الاستطلاع شكل مفاجأة وصدمة لعاشق الفريق الملكي داخل إسبانيا وخارجها، خصوصاً العرب من معجبي المدرب المغرور البرتغالي جوزيه مورينيو، الملقب بـ«الثعلب»، الذي جاء إلى القلعة المدريدية قبل بداية الموسم، لتنفيذ ما يدور في «رأس» إدارة النادي بإيقاف برشلونة عند حده، وقطع يده، ومنعها من مساس كعكة البطولات المحلية وحتى الخارجية.

اعتقد عشاق النادي الملكي صاحب الشعبية الأكبر على مستوى العالم، حسب دراسات أكاديمية، ورئيس النادي فلورينتينو بيريز، أن مورينيو سيكون الدواء الشافي لعودتهم إلى اعتلاء قمة «الليغا»، بعد غياب للموسم الثالث على التوالي، مستندين في ذلك إلى نتيجة مباراة واحدة فاز بها المدرب البرتغالي على برشلونة 3-،1 في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما كان يقود انتر ميلان الموسم الماضي.

هذه المباراة تركت أثراً نفسياً عميقاً لدى الرياليين، معتقدين أنهم وجدوا ضالتهم في مورينيو، لتسارع إدارة النادي إلى التعاقد مع «الثعلب» مع نهاية الموسم المنصرم بمبلغ قدّر بـ16 مليون يورو (نحو 80 مليون درهم)، وقال بيريز وقتها، إنه سعيد بالتعاقد مع أفضل مدرب في العالم، حقق كل ما يريد بعد فوزه مع انتر ميلان بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، فضلاً عن فوزه سابقاً مع بورتو البرتغالي بلقب أبطال أوروبا، ومع تشلسي بلقبين للدوري الإنجليزي، وسيسعى مع الريال ليصبح أول مدرب يفوز بالكأس الأوروبية مع ثلاثة أندية مختلفة.

تعامل نادي مدريد مع فوز مورينيو على برشلونة كالغريق الذي يتعلق بقشة، دون أن يركز أو يدقق في تفاصيل المباراة التي جرت في ظروف استثنائية لا تقيس المستوى الفني الحقيقي للفريق الكاتالوني، الذي لعب منهكاً وتعباً، إذ اضطر إلى التوجه براً إلى روما ليمضي 10 ساعات في الباص، بعد أن تعذر السفر جواً بسبب الأحوال الجوية، وانتشار غيمة من الدخان الأسود في أجواء أوروبا عطلت حركة الطيران، وأثبت برشلونة ذلك برد الصاع إلى الإنتر في مباراة الإياب، لكن بنتيجة لم تمنحه التأهل إلى النهائي.

واليوم انقشعت الغمامة واتضح لإدارة فلورينتينو بيريز، أن العيب ليس في فريق ريال مدريد أو في المدرب الذي يشهد له القاصي والداني بقدرته على ضبط نجوم الريال وتوظيفهم بأفضل طريقة داخل الملعب، لكن المشكلة تكمن في برشلونة الذي بات بالفعل فريقاً للأحلام، يغرّد خارج المنظومة، ويأسرك بأدائه الساحر.

برشلونة اليوم لا يمكن أن يقهر، هو كتلة واحدة متجانسة بقيادة مدربه الشاب جوسيب غوارديولا، يلعب كرة قدم محترفة بنسبة 200٪، نجومه الأفضل والأكثر إخلاصاً وعطاء، يتجه هذا الفريق نحو الأرقام القياسية في العامين المقبلين، ولا أبالغ إذا قلت إنه سيفوز بكأس العالم لو شارك بهذه التشكيلة.

sheybbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر