أوراق رياضية

ديمقراطية الاتحاد الآسيوي

عماد النمر

فعلها الأمير الشاب علي بن الحسين وفاز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ليكون أصغر نائب رئيس في تاريخ الاتحاد الدولي، فاز لأنه يستحق الفوز بما يملكه من عناصر، منها صغر سنه وحيويته وأفكاره الجديدة ورغبته في الإسهام بشكل واضح في رسم السياسة الكروية للقارة الصفراء، وحقق الأمير علي بن الحسين الفوز بدعم عربي واضح قادته الكويت والإمارات.

ولا شك أن فوز الأمير الشاب بهذا المنصب يصب في مصلحة الكرة العربية في آسيا، فالأمير طور في الكرة الأردنية، وقادر على تطوير الكرة الآسيوية أيضا، وسيكون للعرب ثلاثة أصوات داخل اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا» بوجود القطري محمد بن همام والمصري هاني أبو ريدة، إضافة للأمير علي بن الحسين، ونأمل بأن يجتمع الثلاثي العربي على قلب رجل واحد لمصلحة الكرة العربية، سواء في آسيا أو إفريقيا. والمعروف أن الاتحاد الدولي يقوم على لعبة المصالح، وعلينا أن نتعامل بالقواعد نفسها، لتحقيق أكبر استفادة للكرة العربية، التي تشهد بدايات نهضة نأمل بأن تؤتي ثمارها خلال السنوات المقبلة.

وإذا كان فوز الأمير على بن الحسين أسعد كل العرب، إلا أن هذا الفوز فتح جرحا غائرا بين قطبين كبيرين في القارة الصفراء هما رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي الشيخ أحمد الفهد، وتجددت بين الرجلين المساجلات التي واراها النسيان لفترة، إلا أنها ظهرت على السطح من جديد، ولا اعتقد أنها ستعود خلال السنوات الأربع المقبلة.

والديمقراطية التي ظهرت خلال انتخابات الاتحاد الآسيوي وأفرزت وجوهاً جديدة، ستستمر حتى نهاية ولاية محمد بن همام ،2015 وستتواصل التحركات والتربيطات من الآن وعلانية، فالشيخ أحمد الفهد بدعمه وتأييده للأمير على بن الحسين يكون قد دشن معركته المقبلة لرئاسة الاتحاد الآسيوي، خصوصا أن ولاية محمد بن همام ليس لها تجديد، حسب قوانين الاتحاد الآسيوي التي وضعها محمد بن همام نفسه، والفهد يجهز نفسه لمعركة طويلة ستستمر طوال السنوات المقبلة، أمام منافس قوي يملك السلطة حاليا، ومن المؤكد أن له كلمة مؤثرة حتى وإن خرج من المنافسة الفعلية، لذا يدرك الفهد أن عليه أن يؤمن نفسه من الآن ويكسب مزيدا من المؤيدين والأنصار.

ـ أبهرتنا قطر بافتتاح كأس الأمم الآسيوية ،2011 وأسعدت قلوب العرب من قبل بشرف استضافة نهائيات كأس العالم ،2022 وهي تؤكد يوما بعد يوم أنها قادرة على الاستضافة بشكل يفوق الخيال، إلا أن فريقها خيب الآمال وأضاع فرحة الافتتاح بخسارته المؤلمة أمام الفريق الأوزبكي، وفي اليوم التالي سقط بطل الخليج أمام الصين، والخسارتان مؤلمتان بلا شك، لكنهما توضحان فارق المستويات بين الفرق العربية ونظيرتها الآسيوية، فنحن نتأخر فعلا وهم يتقدمون، نحن نجيد الكلام والمظاهر، وهم يجيدون العمل الجاد في صمت، وأرجو أن تحقق الدول العربية في هذه البطولة نتائج إيجابية نسعد بها.

الورقة الأخيرة

مباريات كأس الاتحاد التي تصر الرابطة على إقامتها حاليا، أصبحت بلا لون ولا طعم، حتى أن الجماهير هجرتها تماما.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر