أوراق رياضية

الخسارة نتيجة طبيعية للوحدة

عماد النمر

لم يشذّ الوحدة عن القاعدة، وسار على الدرب نفسه المعروف لدى فرق الدوري الإماراتي عند المشاركات الخارجية، ولم يشفع للوحدة عاملا الأرض والجمهور، كي يحقق فوزاً، بل لم يشفع له الفوز الذي حققه في المباراة الأولى على فريق صيادي السمك (هيكاري يونايتد)، ولا أدري لماذا أصيب الفريق بالارتباك الذي بدا واضحاً للجميع، وكأن الفريق يلعب في كوريا، وليس في العاصمة أبوظبي وبين جماهيره، وكان للحالة النفسية للاعبين عامل كبير في الظهور بهذا التوهان في الملعب، ورأينا عشوائية الأداء، مع خطوط مفككة أدت لاستقبال أربعة أهداف مع الرأفة.

وأعتقد أن الفوز الذي حققه الفريق في مباراته الأولى أمام أضعف فرق البطولة بثلاثية، كان له أثر سلبي في الفريق، فقد تصوروا أنهم حققوا إنجازاً كبيراً، وأن المباريات التالية ستكون بالسهولة واليسر نفسيهما، ودخلوا مباراة سيونغنام بهذا الاعتقاد، فكان ما كان.

وليس غريباً أن يخسر الوحدة برباعية، فقد فعلها مرتين أمام الاتحاد السعودي، ثم بونيودكور الأوزبكي في دوري أبطال آسيا، الذي لم يحقق فيه سوى فوز وحيد على ذوب آهان الإيراني، واحتل ذيل مجموعته، بعدما استقبلت شباكه 13 هدفاً خلال مشواره في البطولة الآسيوية.

وبالطبع، لا يمكن عقد مقارنة بين فريقي الوحدة ومنافسه سوينغنام، فالأول بطل دوري محلي متوسط المستوى، يحتل المركز السابع آسيوياً، والثاني بطل دوري أبطال آسيا، وبالتالي فخسارة الوحدة برباعية نتيجة طبيعية ومنطقية، بغض النظر عن الأخطاء القاتلة التي وقع فيها الفريق ومدربه أمام سيونغنام.

لم يقصّر أحد مع فريق الوحدة، بداية من الإدارة التي وفرت كل ما يحتاجه الفريق، مروراً باتحاد الكرة الذي ساند الفريق بكل قوة، وفرّغ لاعبيه تماماً، ولم يضمهم إلى المنتخب، وأجّل مبارياته، نهاية بالجماهير الإماراتية التي ساندت الفريق بكل قوة، إلا أن كل هذه الأمور لم تجد نفعاً في الخروج الحزين وبخسارة قاسية، ولابد للإدارة الوحداوية من أن تكتشف أين الخلل بالضبط، حتى تستطيع تصحيح مسيرة الفريق خلال المرحلة المقبلة، سواء في بطولة الدوري المحلي، أو دوري أبطال آسيا.

من المفارقات، أن يواجه الوحدة الفرق نفسها التي واجهها في النسخة الماضية بدوري أبطال آسيا، فقد وقع في مجموعته الاتحاد السعودي، وبونيودكور الأوزبكي، وهما الفريقان اللذان سجلا 12 هدفاً في المرمى الوحداوي، إضافة إلى بيروزي الإيراني، وكلي أمل أن يعود الوحدة قوياً، وأن تكون خسارته الأخيرة دافعاً للنهوض وبشكل جديد، يعيد الأمل إلى جماهيره التي أصيبت بالإحباط.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر