أوراق رياضية

الخفايا المثيرة لـ«الفيفا»

عماد النمر

نشر الصحافي البريطاني أندرو جينينغز، كتاباً جديداً بعنوان «البطاقة الحمراء.. الخفايا المثيرة للفيفا» يوضح مدى الفساد الذي وصل إليه الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، ورصد في كتابه عن رِشَى بلغت قيمتها ملايين الدولارات وضعت في حساب مسؤولين كبار في «الفيفا» من إحدى الشركات الرياضية، ويكشف الكتاب أيضاً أن مسؤولي «الفيفا» قد اختلسوا مبلغ 80 مليون يورو دفعتها شركة رياضية للاتحاد الدولي مقابل حصول شركة غلوبو البرازيلية على حقوق بث مونديالي 2002 و،2006 وهذا المبلغ ذهب إلى حساب فتح باسم متخذي القرارات في عالم كرة القدم.

كما كشفت الصحف الإنجليزية أخيرًا عن فضائح فساد اخرى داخل «الفيفا»، تتعلق بالتصويت على حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و،2022 اذ أشارت إلى أن عضوي اللجنة التنفيذية النيجيري آموس آدامو، والتاهيتي رينالد تيماري، عرضا بيع صوتيهما لمصلحة ملف بعينه مقابل الحصول على مبالغ، وقررت لجنة القيم بـ«الفيفا» بعد التحقيق في هذه الادعاءات إيقاف تيماري رئيس الاتحاد الأوقياني لمدة عام واحد، وإيقاف آدامو لمدة ثلاث سنوات، عن مزاولة أي أنشطة تتعلق باللعبة، مع تغريمهما وحرمانهما من المشاركة في عملية التصويت، كما قررت اللجنة إيقاف أربعة آخرين من الأعضاء السابقين للجنة التنفيذية بـ«الفيفا» لفترات تراوح بين عامين وأربعة أعوام.

ولا شك في أن الفضائح التي كشفتها الصحافة الإنجليزية، كانت قوية وموجعة جداً لـ«الفيفا»، إلا أن الداهية المحنك جوزيف بلاتر سيد «الفيفا»، والملك المتوج على عرش كرة القدم في العالم أجمع، وصاحب الكلمة النافذة على الجميع، استطاع أن يصمد أمام هذه الاتهامات، بل ويخرج منتصراً ويرد الصاع عشرة إلى الإنجليز، بتوجيه ضربة قاسية الى انجلترا بإخراجها من الجولة الأولى للتصويت على صاحب شرف استضافة نهائيات ،2018 وخرجت بلاد مهد كرة القدم من الجولة الأولى وفي جعبتها صوتان فقط ودفع الإنجليز الثمن غالياً بسبب تسريبات الصحف.

ومن المؤكد أن الصحافة الإنجليزية ومن بعدها الأميركية لن تترك «الفيفا»، وسيتحرك اللوبي الإعلامي للبلدين للتشكيك في نزاهة مؤسسة «الفيفا» كلها، ومنذ الإعلان عن استضافة روسيا وقطر لمونديالي 2018 و،2022 والصحف الأميركية تشن هجوماً قاسياً على جوزيف بلاتر، وأعضاء اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا»، وتحاول مع الصحف الإنجليزية تأكيد أن الرشى هي التي تحرك كل قرارات «الفيفا».

وأرى أن «الفيفا» مثله مثل كل مؤسسة، معرض لأن يظهر فيه عضو أو أكثر يتعاملون من تحت الطاولة، لكن يحسب لـ«الفيفا» أنه اجتث وعلى الفور الأعضاء الفاسدين في محاولة منه لتطهير الاتحاد الدولي، والتأكيد على أن الفساد لا مكان له بينهم.

وكما خرج بلاتر منتصراً في معركته ضد الصحافة الإنجليزية والفساد، فسوف يخرج منتصراً أيضاً في العام المقبل حينما تنتهي ولايته الثالثة، وسيتم التجديد له لفترة رابعة من دون صعوبة تذكر.

الورقة الأخيرة

فازت روسيا وقطر لأنهما عرفتا كيف تديران الملف بجدارة، وهما تستحقان الفوز بشرف تنظيم كأس العالم بعيداً عن تشكيكات الصحف الإنجليزية والأميركية.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر