5دقائق

مؤشرات السعادة

حمدان الشاعر

لطالما كان الناتج المحلي الإجمالي مقياساً للنمو الاقتصادي وتقدم الدول، إذ يُشكل مؤشراً مهماً على الصعيد الوطني في قياس النمو، ومؤشراً رئيساً على الصعيد الدولي في تصنيف الدول ومقارنة بعضها بعضاً.

ولما كان نمو الاقتصاد ليس كفيلاً وحده بتقدير واحتساب تأثيرات ذلك في الصعيد الاجتماعي نظراً لكون المعطيات الكمية التي تُقَدمها المؤشرات الاقتصادية لا توفر دلالة نوعية على مدى تحسن نوعية المعيشة، فقد لجأ العديد من الدول إلى وسائل تقيس بها جودة حياة مواطنيها وهذا ما تعتزم الحكومة البريطانية العمل به بدءاً من أبريل المقبل، مبررةً ذلك بحرصها على رصد سعادة المواطنين وتوفير رفاهية حقيقية لهم.

جودة الحياة تعني جودة العديد من العناصر التي تسهم مساهمة فاعلة ومؤثرة في تحقيق التقدم الاجتماعي والسعادة الوطنية، فجودة البيئة وجودة الغذاء، إضافة إلى جودة الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية، وتوفير المأوى والوظائف، وكفاءة الأمن وتطبيق العدالة الاجتماعية، كلها تلعب دوراً رئيساً في إضفاء السعادة على حياة الناس.

فالوطن لا ينمو ناتجه القومي ما لم يعمل فيه الناس بسعادة، وهذا ما ترنو إليه الحكومات عبر علاقة تبادلية تتحقق فيها رفاهية المواطنين، وكذلك الظفر بنمو اقتصادي مستدام، فالشعب هو محور التنمية والحرص على تحقيق رفاهيته، والبحث عن الوسائل المؤدية إلى ذلك وتقصي المشكلات التي تحول دون سعادته أمر مهم يعكس وعياً حقيقياً بأهمية استثمار عناصر التنمية الاجتماعية لدفع عجلة النمو الاقتصادي.

دولة الرفاه التي ننشدها هي نتاج عمل مخلص دؤوب يُعنى بتفاصيل الحياة اليومية لجيل اليوم وأجيال المستقبل.

ونحن إذ نحتفل اليوم بذكرى الاتحاد الـ39 تغمرنا السعادة باتحادنا وبما تم إنجازه على صُعدٍ عدة، فلتكن لنا خطتنا القائمة على رصد وتحديد مؤشرات السعادة في الخدمات التي تقدم للمواطنين، ونشرها سنوياً بشفافية تفاعلية تهدف إلى تحقيق الحلم الإماراتي كما رسمه زايد.

كل عام واتحادنا بخير.. كل عام ونحن أكثر سعادة وتقدماً.

hkshaer@dm.gov.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر