ومضات ريادة الأعمال في دبي

سلطان سعود القاسمي

أصبحت أول أيام شهر نوفمبر الجاري معروفة بأيام ريادة الأعمال في دبي، إذ بدأت بملتقى ريادة الأعمال لدى النساء في الخليج، الذي نظمته كلية دبي للإدارة الحكومية، ومن بين المتحدثين السيدة رجاء عيسى القرق والسيدة فاطمة الجابر رئيستا مجلسي سيدات أعمال دبي وأبوظبي على التواليأ. في اليوم التالي بدأت قمة القيادات العربية الشابة لريادة الأعمال، التي كنت من ضمن فريق تنظيمها، والتي شهدت حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائد مسيرة الإبداع والريادة بين الشباب، وابنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد. وكان من بين المتحدثين مؤسسو مواقع يملي، وزاوية وبيت دوت كوم. أورجال أعمال بارزون مثل محمد الماضي المدير التنفيذي لسابك السعودية، وعبدالعزيز الغرير من بنك المشرق، وأيضاً عبدالباسط جناحي أالمدير التنفيذي لمؤسسةأمحمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ولكن قد يكون أهم عنصر من بين الحضور الذي فاق عددهم الـ،500 هو عنصر الطلاب والشباب الذين حضروا بالعشرات من الكليات والجامعات.أ

واختتم أسبوع ريادة الأعمال بحدث سيُنظر إليه في المستقبل تاريخياً على أنه أُسس على أيدي رجلين هما فادي غندور مؤسس أرامكس، وعارف نقفي مؤسس أبراج كابيتال. أكثر من 2000 شخص اجتمعوا في مؤتمر اختلف عن جميع المؤتمرات التي حضرتهاأ منأ قبل أسميأ «باحتفاليةأريادةأ الأعمال أ2010»، وانطلق من خلاله موقع «ومضة» أي الشرارة التي نأمل أأن تُشعل بريق ريادة الأعمال في العالم العربي. في الحقيقة سئم العرب الاستماع إلى تكرار الحالة التي وصلنا إليها بسبب بعض السياسات الاقتصادية الفاشلة، وأصبحنا الآن نريد أن نسهم في تطويرأالأمور إلى أالأفضل. أيذكر تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية أننا بحاجة إلى خلق 100 مليون وظيفة بحلول عام 2020 فقط، لتظل نسب البطالة في العالم العربي على حالها السيئ اليوم. تأكدوا من أنه من دون القطاع الخاص وصناعة ريادة الأعمال لن نتمكن من خلق تلك الوظائف.

أفي الاحتفالية تحدّث أعلام التجارة والأعمال مع الشباب وجهاً لوجه، وتناست الشخصيات البارزة الرسميات لتتفاعل مع الجمهور في حوارات علنية، فوُجد الجميع لهدف سامٍ، هو إعطاء الشباب فرصة أفضل لمستقبلهم. في المنصة نفسها التي وقف فيها رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس مؤسس «أوراسكوم تيليكوم» وقف شابان من اليمن لا يتعدى سن الواحد منهما 19 عاماً، يعرضان القهوة التي قاما بإنتاجها بالكامل في اليمن، ويهدفان إلى إقناع الأشقاء في اليمن بالتخلص من نبتة القات وزرع القهوة في مكانها، وهوأهدف عملاق ولكنأ ما أأحوجنا أإلى أالأهدافأ الساميةأ فيأ هذا أالوقت ألتخرجناأ منأالمأزق أالاقتصادي أالذي أنجد أنفسنا فيه. كان الإجماع بين الحضور على أن العالم العربي بحاجة إلى سياسات اقتصادية تطبق على مستوى المنطقة. فلا يكفي أن تزدهر دولة وتتأخر جارتها. أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية تمكنت من النمو بفعل إنشاء منظومة الحديد والفحم بين فرنسا وألمانيا التي انضمت إليها اقتصادات أوروبا المختلفة لتصبح اليوم الاتحاد الأوروبي. حان الوقت أن تدرك الحكومات العربية أنه من دون سياسة تنموية شاملة للمنطقة لن نتمكن من الازدهار في دولنا الصغيرة بالمستوى المطلوبأ وليس مستغرباً أن يكون موقع «مكتوب دوت كوم» لرائدي الأعمال سميح طوقان وحسام خوري، الذي اشتراه «ياهو» بأكثر من 100 مليون دولار بهذا النجاح لأنه لم يؤسس على أنه موقع أردني، بل موقع عربي.

في يوم من الأيام سينظر العالم إلى بضعة أيام في دبي في شهر نوفمبر على أنها انطلاقة عهد جديد لريادة الأعمال، يأمل من خلاله المشاركون أن يخلقوا واقعاً جديداً للجيل الصاعد من الشباب. ومن خلال ريادة الأعمال قد تكون شركة صغيرة تنشئها شابة اليوم لتوصيل الطرود هي «أرامكس» الغد. حقاً إنها أهداف كبيرة، ولكن حتى اكتشاف توماس إديسون بدأ بومضة.

زميل غير مقيم

في كلية دبي للإدارة الحكومية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر