5 دقائق

2 نوفمبر

حمدان الشاعر

ليست العاطفة وحدها هي التي تشدنا عندما نتذكر الوالد زايد، أو عندما نكتب عن ذكرى رحيل القائد زايد.. ولا تحكمنا ذكريات الافتقاد فقط عندما نتذكر أن ست سنوات قد مرت علينا منذ رحيله، فنحن جيل الاتحاد الذي كبر ومعه صورة زايد تزين دفاتره على الدوام، كأنها شعار موحد للعلم.. ونحن الذين كبرنا على عَلَمٍ يخفق في إباء وعزة بفضل حلم لزايد، كان اسمه منقوشاً في القلوب والعقول، فلم يغب أبداً، فقد كان حاضراً في وجداننا منذ السبعينات حتى اليوم، فلا ذاكرة يغيبها الرحيل إن عَظُم شأن الراحل، وهكذا كان زايد الحاضر الذي لن يغيب.

يصعب الحديث عن زايد، فقد كانت مسيرته حافلة بالعطاء بلا حدود وبمنجزات لا حصر لها، وهو في الحقيقة أسس لغة تجذرت في أرض هذا المكان كانت كل مفرداتها هي حب الوطن وأهل الوطن، فلقد كان التصاقه بشعبه هو النهج الذي أتقنه زايد ليحصد من وفائه شعباً مخلصاً يُتباهى بأهله ويعاهده على المسير وفقاً لرؤيته، وتحقيقاً لحلمه في الحرص على المسيرة الوحدوية التي ترسخ أركان الوطن، وتدافع عن ترابه وحماه. كان شغله الشاغل بناء الوطن، وهمه اليومي عزة المواطن، فلقد حرص، رحمه الله، على تطويع خيرات الوطن وتسخيرها للبناء الإنساني والحضاري في فترة قياسية من الزمن، ليرتقي بالإمارات إلى مدارج السمو والافتخار.

اتحاد الإمارات الذي كان نموذجاً، ولايزال، يعكس حقيقة الإيمان الصادق الذي تمسك به زايد، واهتم بأن يجعله حقيقة ماثلة رغم كل إرهاصات الجغرافيا والسياسة وقتئذ، فنهجه العروبي الوحدوي يعكس شخصية هذا الرجل الذي عاش وفي قلبه حب كبير لوطنه وأمته.. يرى ما لا يراه الآخرون، ويستشف ما لا يبصره كثيرون.

يكفي زايد فقط منجز عظيم كالاتحاد، ولكنها في الحقيقة منجزات يصعب حصرها، فنحن اليوم نعيش تحت ظلها وظل الراحل الذي أعطى دون انتظار للمقابل.. ودون أن يخالجه ظن بأن أهل الوطن جديرون بوطن كهذا، وبرجل من طراز مختلف يدعى زايد.

hkshaer@dm.gov.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر