5 دقائق

مجلس آباء

حمدان الشاعر

تلعب الرقابة الأسرية دوراً فاعلاً في التأثير وإعادة التوجيه في إبراز القضايا ذات الصلة بالنشء، لأنها تمثل الخط الأول لمواجهة كل ما قد يؤثر في قيم الأسرة وأساليب التربية التي يحرص الآباء على غرسها في أبنائهم. فها هي بطلة «شارع السمسم» تفقد وظيفتها في برنامج الأطفال الأكثر شهرة ومتابعة في أميركا بسبب ملابسها الفاضحة، وها هي «بريتني سبيرز» يُقيم مسلسلها بأنه خارج عن الأخلاق العامة ويواجه نقداً شديداً من «مجالس آباء مراقبة التلفزيون» جراء الانحطاط الأخلاقي الذي اتسم به المسلسل.

هنا يكمن دور الآباء في توجيه محتوى الوسائل الإعلامية، خصوصاً التلفزيون كونه أكثر جهاز يتوجه إليه الأطفال، ولعل وضع معيار لدور الآباء ضمن معايير جهاز الرقابة المدرسية في دبي كي يكون ضمن الأسس التي تُقيم بها المدرسة يؤكد حقيقة دور مجالس الآباء في النهوض بالمستويين التربوي والتعليمي، كما أنه يشير إلى الدور المطلوب للآباء في الإيقاف أو الاعتراض أو الرفض لكل ما من شأنه التأثير سلباً في العملية التربوية، فمجالس الآباء ليست فقط لتقييم المدرسة إجمالاً أو الاعتراض على معلم أو نتيجة امتحان أو رفض زيادة للرسوم، بل هي دور يتعدى حدود المدرسة ويبحث في تفاصيل حياة الصغار، ويمتد ليرفض مضامين تلفزيونية تسيء لطفولتهم وتسلب منهم براءة الطفولة وتشوهها، فليس من التربية أن يتوجه الصغار كل يوم لمسلسلات «مدبلجة» تتمحور حول مضامين تُعنى بالعلاقة بين الفتى والفتاة أو العنف، أو البذاءة، أو أية مضامين أخرى لا يمكن وصفها إلا بأنها فارغة وممجوجة.

رغم كل المؤثرات الخارجية في نفسية وسلوك وعقلية النشء كالإعلام والرفقة والبيئة الخارجية، فإن الإعلام يبقى المؤثر الأخطر الذي لم نتمكن بعد من إيجاد ضوابط أو قوانين تلزم مضمونه بألا يخرج عن إطار التربية المؤمل، الذي تتفق عليه معظم ثقافات العالم.

hkshaer@dm.gov.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر