أوراق رياضية

تقلّبات دورينا!

عماد النمر

شهد دورينا تقلبات عجيبة، خلال الجولة الماضية، فبعد استقرار بني ياس على الصدارة، الأسبوع الماضي، ثم تعديل الأمر لمصلحة الوصل بسبب المواجهة المباشرة بينهما، جاء الأسبوع الجاري ليشهد وافدا جديدا على قمة المسابقة وهو الشارقة العريق، إلا أنه لم يهنأ بالقمة سوى ساعات قليلة قفز بعدها الجزيرة برباعيته الجميلة على بني ياس، وتستمر التقلبات ولعبة الكراسي الموسيقية على أشدها، فيخطف الوصل القمة من الجميع بعد رباعية أخرى في مرمى الشباب.

والمؤكد أن التقلبات لن تتوقف في دورينا، سواء في الأسبوع الواحد أو الأسابيع المقبلة، بعد فترة التوقف القصيرة، وهذه التقلبات تشير إلى تقارب المستويات بين الفرق المتصارعة على المقدمة والفوارق في النقاط قليلة جداً، وتعادل يمكن أن يرفعك للقمة، وخسارة يمكن أن تبعدك تماما عنها.

والغريب في دورينا أنك لا يمكن أن تراهن على فريق في جولتين متتاليتين، فتجد فريقا يفوز بالأربعة والجولة التالية يخسر بالنتيجة نفسها، وآخر يقدم أروع أداء ويشيد به الجميع لحصوله على نقطة من فم الأسد، إلا أنه وفي المباراة التالية يفوز بطلوع الروح على أضعف فرق الدوري.

ومن المفارقات في دورينا الفوز أو التعادل في الوقت القاتل، وبشكل غريب، كما حدث للجزيرة مرتين الأولى أمام الشارقة من ضربة جزاء، والثانية أمام الأهلي من ضربة حرة أمام منطقة الجزاء، ويحسب للجزيرة أنه استفاد من المرتين وحقق نتائج إيجابية.

ومن تقلبات دورينا أن يتحول جمهور العين إلى الشغب، وهو المعروف عنه الالتزام والانضباط، إلا أن فئة قليلة خرجت عن النص في مباراة الشارقة داخل الملعب، ثم في مباراة الأهلي خارج الملعب، ونأمل بأن تعود الصورة الجميلة للجماهير العيناوية وألا تسمح لفئة قليلة متعصبة أن تشوه صورتها.

والأمر الوحيد الذي لم يحدث فيه أي تقلبات كحال دورينا هو ثنائي المؤخرة اتحاد كلباء ودبي، فلم يتزحزحا عن مركزيهما منذ بداية المسابقة، وأرجو أن يستفيدا من فترة التوقف ليحدثا تقلبا في المراكز ويتحركا نحو الأعلى.

الإنجاز الرائع الذي حققه منتخب الناشئين بفوزه ببطولة الخليج للعام الثاني على التوالي يؤكد أن سياسة اتحاد الكرة برئاسة محمد خلفان الرميثي آتت أكلها وبدأنا نحصد ثمارها، وأن الأمل في المستقبل أصبح أزهى وأكثر وضوحا بمجموعة الشباب الصاعد الواعد، ونأمل أن نرى المنتخب الأول يسير على خطى الصغار.

ـ التوجه الجديد لرابطة المحترفين بالتشاور مع اتحاد الكرة بخصوص زيادة عدد أندية الدوري إلى 14 نادياً، يؤكد أن الخلافات السابقة كانت سحابة صيف سرعان ما انقشعت، لتعود الأجواء صافية بين الطرفين في إطار التعاون الذي يؤدي إلى مصلحة الكرة الإماراتية، وبحسب متابعتي للأمور فإن الاجتماع المقبل بين الاتحاد والرابطة سيشهد قرارات جيدة تصب في مصلحة الأندية والمنتخبات الوطنية.

الورقة الأخيرة

منذ أن بدأت استديوهات التحليل، في قنواتنا الرياضية، ونحن نطالبهم بشيء من التعقل في الحوار، واحترام عقلية المشاهد الذي أصبح يعرف كثيراً، إلا أن الأمور لا تبشر بالخير، فمنهج الضرابة والصوت العالي هو السائد، عملاً بمبدأ «اللي مش عاجبه يغلق التلفزيون».

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر