أوراق رياضية

هرم ماسلو الرياضي

عماد النمر

كلما مررت على نظرية هرم ماسلو، وأنا أقرأ في موضوعات علم النفس المحببة إلى نفسي، أجدني أتوقف عندها كثيراً وأراجعها جيداً، ثم أربط بين هذه النظرية وبين واقعنا الرياضي بشكل عام، وأرى أننا نحتاج إلى تطبيق نظرية العالم الأميركي إبراهام ماسلو بشكل رياضي حتى نعرف بالضبط ما احتياجاتنا حتى نصل إلى أقصى الطموح.

ينقسم هرم ماسلو إلى خمسة مستويات، كلها تعبر عن حاجات يحتاجها الإنسان. ولا يستطيع أن ينتقل من مستوى إلى آخر إلا بعد أن يستوفي المستوى السابق ويلبي احتياجاته فيه، المستوى الأول الذي يمثل القاعدة الأكبر هو الحاجات الفسيولوجية، وهي التي تخدم البقاء البيولوجي بشكل مباشر مثل الطعام والشراب والغريزة.. إلى آخره، والمستوى الثاني هو حاجات الأمان، ومن أهمها الحاجة إلى النظام والقانون والأمان المادي والمعنوي، والمستوى الثالث هو حاجات الحب والانتماء، مثل العلاقات الاجتماعية ووجود عائلة، وأن يكون عضواً في جماعة أو مؤسسة، والمستوى الرابع هو حاجات التقدير مثل احترام النفس والإحساس الداخلي بالقيمة الذاتية وتقدير الآخرين، وأخيراً قمة الهرم حاجات تحقيق الذات، وهي الدوافع العليا التي لا يصل إليها الإنسان إلا بعد تحقيق إشباع كافٍ لما يسبقها من الحاجات الأدنى. ومن خلالها يستطيع الإنسان استخدام كل قدراته ومواهبه وتنميتها إلى أقصى مدى ممكن، ويرى ماسلو أن معظم الناس غير قادرين على تجاوز المستويين الأول والثاني من الحاجات والدوافع.

ويمكن أن نطبق نظرية الهرم على واقعنا الرياضي، بحيث تكون «الإدارة الواعية المحترفة» هي قاعدة الهرم، يلي ذلك المستوى الثاني وهو «توافر الإمكانات المادية»، ثم يأتي «الوجود الجماهيري» في المرتبة الثالثة، وفي المستوى الرابع «لاعبون موهوبون وفرق على أعلى مستوى من المهارة» ، ثم تكون قمة الهرم «تحقيق الإنجازات والبطولات» على المستويين المحلي والعالمي.

ولا يمكن للرياضة أن ترتقي، في نظري، من دون وجود هذه المستويات المتدرجة تشبيهاً بنظرية هرم ماسلو، فلا يمكن أن نتقدم خطوة من دون إدارة محترفة واعية ولديها رؤية واضحة للطريق التي تسير فيها، ولديها تخطيط سليم للحاضر والمستقبل البعيد، ولا يكون كل همها وعملها تسيير الأمور يوماً بيوم فقط، ثم نأتي للدرجة الثانية من الهرم الرياضي، وهو الإمكانات المالية وتوافرها لتنفيذ الخطط الحالية والمستقبلية، فلا يمكن لأي رياضة أن تتحرك من دون توافر الدعم المالي الجيد، وضرورة أن تتنوع مصادر الدعم المالي ولا تعتمد فقط على المساندة الحكومية.

وفي المستوى الثالث من الهرم الرياضي نؤكد ضرورة الوجود الجماهيري الذي يمثل الداعم الأكبر لأي رياضة سواء الدعم المالي أو المعنوي، فالجماهير في العالم كله هي المحرك الأكبر للمنظومة الرياضية، ومن دونها لا نشعر بالرياضة، ولا يستساغ طعم الإثارة فيها من دون الحضور الجماهيري الكثيف، ثم يأتي الدور على المستوى الرابع وهو وجود لاعبين موهوبين يمتازون بمستوى مهاري فائق القدرة، وكلما زاد عدد اللاعبين الممارسين زادت المواهب، ثم تصقل هذه المواهب بفكر احترافي يحميهم من الزلل في رحلتهم الطويلة، ثم تأتي قمة الهرم ومنتهاه، حيث تحقيق البطولات والإنجازات محلياً وخارجياً وهو مستوى لن نصل إليه إذا فقدنا واحداً من المستويات الأربعة السابقة.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر