ونطق القلم

الرشفة الأولى

عندما يغضب منك نصف سكان الكرة الأرضية وربما أكثر، ويتمنون لقدمك «الكسر»، فهذا بالتأكيد يعني أن «أمك داعية عليك»، وحماتك لا تطيق رؤية وجهك، هذا ما حدث لمدافع اتلتيكو مدريد توماس اوفالوتسي الذي أصاب نجم برشلونة ليونيل ميسي، وشخصياً لا أقتنع بمطالبة الحكام بحماية اللاعبين في مثل تلك الحالات غير المقصودة، فلم يتعرض ميسي لمضايقات من اللاعب خلال المباراة، كما لا يمكن أن نطلب من اللاعبين السماح لميسي بمرور الكرام لتسجيل هدف في مرماهم، ولكن لا بأس بقليل من التركيز من قبل الطرفين حتى لا نفقد لاعبا مؤثرا في الدوري كله، وليس فقط في فريقه.

الحبر المسكوب

لا يوجد حتى الآن في دورينا ما يستحق الحديث عنه، فمازلنا في البدايات، غير أن الإثارة التي شهدتها الجولتان الماضيتان تستحق الوقوف، خصوصاً تعمد بعض اللاعبين استفزاز الجماهير التي من الأساس تغلي في مقاعدها إما لسخطها على قرارات الحكام أو لسوء نتائج فريقها. وحقيقة لا أريد إلقاء اللوم على طرف ضد الآخر، فهناك جماهير تتعمد إثارة بعض اللاعبين طوال المباراة سواء بالصراخ أو إطلاق بعض التعليقات عند اقتراب اللاعب منهم، ولكن بكل تأكيد مطالبة شخص واحد بضبط نفسه أسهل بكثير من مطالبة مجموعة، وهذا ما نريده من لاعبينا وهو ضبط النفس بقدر الإمكان دون الالتفات لمجموعة من الجماهير هدفها التأثير في اللاعب وأدائه.

وليسمح لي اللاعبون، فإن استفزاز الجماهير لهم أمر متعارف عليه في كل ملاعب العالم، وبالطبع عدا ملاعب جنوب إفريقيا بسبب طيبة الذكر «الفوفوزيلا»، ولكن ما هو مستغرب أن يقوم اللاعب باستفزاز الجماهير بحركات مستفزة، وهذا أمر من الناحية المنطقية غير مقبول قبل أن يكون من الناحية الرياضية، فكيف يستفز فرد مجموعة كاملة؟ فإذا كانت قد غرته حصانة وجوده على أرضية الملعب، فلن يضمن له أحد استمرار تلك الحصانة خارجها.

وأكرر أن ذلك لا يبيح للجماهير التجمع كعصابات المافيا بانتظار اللاعب، ولكن كما أشرت سابقاً إلى أن ضبط سلوك فرد واحد أسهل بكثير من ضبط مجموعات تقدر بالمئات وربما ألوف، وهذه مهمة مشتركة بين مديري الفرق وإدارات الأندية.

بالحبر السري

منتخب لعبة فردية مثّلنا أخيراً في إحدى البطولات العالمية، حيث كانت ترد من هناك رسائل إخبارية يومية جميعها لا تتعدى تسليم درع تذكارية، أو صورة بابتسامة جماعية، وعاد هذا المنتخب، ولم نعرف حتى معلومة واحدة عن النتائج الفعلية التي حققها لاعبونا، وبعد التحري والسؤال إذ بنا نكتشف أننا «كسبنا» كل المراكز الأخيرة، وبالتأكيد كسبنا شرف المشاركة ولله الحمد!

وتبقى قطرة

مع فوز مرتضى منصور بقضيته عادت مياه «الشغب» لمجاريها فاقتحم جمهور الزمالك أبواب نادي الأهلي المصري لمتابعة مباراة كرة اليد، وعاثوا فيه فساداً وحطموا كل ما وجدوه أمامهم، كان ذلك مجرد بداية متوقعة بل متوقع أكثر من ذلك، وأكثر من ذلك لا يمكنني أن أكتب، أخشى أن «يلبّسني» مرتضى منصور وأعوانه قضية!

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة