أوراق رياضية

السوبر.. للسوبر

عماد النمر

 فعلها الفريق المكافح وخالف كل التوقعات، فعلها فريق الإمارات الهابط إلى دوري الدرجة الأولى، وحقق المستحيل، وفاز على الوحدة بطل الدوري وبالثلاثة، كما فعلها أول مرة حينما فاز أيضاً بالثلاثة على الشباب وانتزع كأس رئيس الدولة، وها هو يناطح الكبار ويحرز لقب السوبر بكل جدارة واستحقاق.

وعلى الرغم من أن التاريخ كان يقف بشدة مع فريق الوحدة، صاحب الصولات والجولات والإمكانات، ويعطي ظهره لفريق الإمارات، فإن الحاضر كان هو الأمل للصقور الخضر، لذلك دخل فريق الوحدة وهو بطل الدوري وصاحب الكلمة العليا في كل شيء، وتهيأ الفريق لحصد اللقب بسهولة، وكأن المباراة بالنسبة إليه مجرد نزهة، وبعدها تعم الأفراح ديار أصحاب السعادة، وتعامل الفريق بأكمله وجهازه الفني والإداري بهذا المنطق، إلا أن الطرف الأضعف دخل اللقاء ولا يملك سوى الإرادة وبصيص من الأمل، كون بطل الكأس في آخر ثلاث نسخ كان هو بطل السوبر، وكافحوا بشدة في أرض الملعب، وتماسكوا أمام الهجوم الكاسح للوحدة، وحينما لاحت لهم أول فرصة انقضوا عليها وتشبثوا بها وحققوا منها الهدف الأول.

وهنا انقلبت الموازين وتبدلت الثقة ما بين الفريقين، فالعنابي اهتز، والأخضر تماسك أكثر، وتلاعب المدرب غازي الغرايري بنظيره بولوني عن طريق التنظيم الدفاعي وإيقاف مفاتيح اللعب فى الوحدة، وجاء الهدف الثاني ليزيد من تركيز اللاعبين وإصرارهم على المحافظة على التقدم وتحقيق الفوز.

 وكان تفكك الدفاع الوحداوي عاملاً كبيراً في تلقي الخسارة الكبيرة، إضافة إلى فقدان لاعبي العنابي أعصابهم وتركيزهم في الملعب وهم يرون الحلم يضيع من بين أقدامهم وأيديهم، وزاد الضغط أالنفسي على الوحداوية حتى تلقوا الهدف الثالث الذي كان بمثابة رصاصة الرحمة عن طريق المتألق كريم كركار.

 ولا شك أن فريق الإمارات يستحق لقب الفريق السوبر، فقد حقق في أربعة أشهر ما لم يحققه في 40 عاما، فبعد وداعه دوري المحترفين، عاد وانتفض تحت قيادة مدربه الوطني عيد باروت، وأزاح عن طريقه فرقاً لها وزنها، وحقق أغلى الألقاب، كأس رئيس الدولة، بكل جدارة واستحقاق.

 ويستحق الإمارات لقب الفريق السوبر، لأنه فاز ببطولة السوبر بجهده وعرقه، وإذا كان للحظ نصيب في فوزه بلقب السوبر فإنه يستحقه، لأن الحظ لا يقف إلا مع المكافحين المثابرين.

 ويستحق لاعبو الإمارات أن يصبحوا نجوماً، بداية من حارسهم المتألق الشاجي ومروراً بكل اللاعبين، ونهاية بنجم السوبر كريم كركار، وعليهم أن يثبتوا جدارتهم بالعودة سريعاً إلى دوري المحترفين، وليواصلوا العطاء بالقوة نفسها، فأمامهم لقاء صعب مع بايرن ميونخ بطل السوبر الألماني.

 ومن حق نادي الإمارات التمسك بحقه في تمثيل الدولة في دوري ابطال آسيا بصفته بطل الكأس، حتى ولو خرج من الدور الأول، كما فعل الأربعة الكبار في النسخة الماضية.

الورقة الأخيرة

أخشى على فريق الوحدة في الموسم الجديد، فالبداية غير مبشرة، والفريق ظهر بشكل غير مرضٍ لجماهيره وعشاقه، وكلنا يعلم أن بطل الدوري يظهر في النسخة التالية بصورة سيئة، مثلما حدث للأهلي ثم الوصل ثم الشباب في المواسم الأخيرة، وأمام الفريق بطولة العالم للأندية، لذا يجب إصلاح خطوط الفريق، وتصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر