إماراتيون خارج الدولة
على مدى الأسابيع الماضية نشرت الصحف البريطانية أخباراً غير مشرفة عن قلة من العرب الزائرين الذين أمضوا إجازة الصيف في بريطانيا. ومع أن الأغلبية العظمى من السياح الإماراتيين والخليجيين الذين يرتادون لندن ومدناً أخرى يحترمون القانون فإن أخبار تلك القلة ومساوئها هي التي يتم نشرها.
في الأسبوع الماضي مثلاً نشرت صحيفة «ديلي ميل» خبر اصطدام سيارة قيمتها أكثر من مليون درهم كان يسوقها مواطنون إماراتيون بتهور في منطقة نايتسبريغ من دون تأمين، ما يعتبر جريمة تعرض حياة الآخرين للخطر. والأدهى من ذلك أن أحد الإماراتيين تم اتهامه أيضاً بتحويل مجرى العدالة. ويقول التقرير إنه من شدة الصدمة انقلبت سيارة «بي إم دبليو» في أحد المواقف. وتزعم الصحيفة أن أحد الإماراتيين قال لأحد المشاة «سيكون الأمر بخير فسندفع للدمار».أ
طبعاً ليست تلك الأخبار محصورة في مواطني الإمارات، فمثلاً نقلت صحيفة «تايمز» أن سيارتي «لمبرغيني» و«كونغسيغ» شديدتي السرعة، أو ما يسمى «سوبر كار» لقطريين، تم قفل عجلاتهما من قبل شرطة المرور بسبب توقفهما غير القانوني أمام «هارودز».أ وفي مقال آخر في صحيفة «ايفنينغ ستاندرد» اشتكى محرر مخالفات مرورية من عدد السيارات المستوردة من الخليج التي لا يتمكن من تحرير مخالفات لها بسهولة. وقامت أخيراً مجموعات من سكان الأحياء التي يرتادها الخليجيون بتأسيس جمعيات تسعى إلى الحد من الأصوات التي يسببها هؤلاء الزوار في أوقات النوم بسياراتهم الـ«سوبر كار» المزعجة.
تذكرت مقولة للمغفور له الشيخ زايد حين قال «أكبر نصيحة لأبنائي البعد عن التكبر، وإيماني بأن الكبير والعظيم لا يصغره ولا يضعفه أن يتواضع ويحترم الناس أكثر مما يحترمونه». في الحقيقة لا يكسر القانون بقيادة سيارة سريعة بتهور في حي سكني من دون تأمين إلا المتكبر و«الطايش».
حتى قبل السفر تنصح وزارة الخارجية المواطنين الإماراتيين على موقعها الإلكتروني بضرورة الالتزام بأنظمة وقوانين الدولة المضيفة. وأخيراً قامت الوزارة نفسها بإطلاق خدمة «تواجدي» التي يسجل من خلالها المواطن الإماراتي جدول سفره إلى الخارج كي تتمكن الوزارة من الاتصال به في الحالات الطارئة وهو ما حصل بالفعل أثناء حرائق موسكو الأخيرة لتقديم المساعدة. ففي أول شهر منذ إطلاق «تواجدي» أواخر شهر مايو سجل قرابة 29 ألف مواطن في الخدمة. فيستحسن من جميع المواطنين تقدير تلك الخدمات بتمثيل دولتنا وديننا وعاداتنا بأفضل وجه في الخارج. وعلق أحد الإخوة على «تويتر» بأن الأشخاص الذين لا يحترمون القانون في الإمارات هم أنفسهم الذين لا يحترمونه في الخارج. فتهمة بحجم تحويل مجرى العدالة ينبغي لها أن تزعجنا بالقدر نفسه سواءً ارتكبت هنا في الدولة أو خارجها. أ
لا ينبغي لنا أن نرضى بأن يجرح أي شخص سمعة الإمارات في الخارج وهم القلة القليلة بالتأكيد. أتمنى أن ترسل لهم الوزارة رسائل تحذير من تكرار الإساءة لسمعة الإمارات واحترام القانون. فجواز السفر الإماراتي يجعل كلاً منا سفيراً لوطنه، وهي مسؤولية وشرف كبيران. وبما أننا لا نرضى أن يكسر الأجانب القانون هنا يجب علينا ألا نرضى على الأقل بالقدر نفسه حينما يكسر مواطنونا القانون في الخارج.
زميل غير مقيم في كلية دبي للإدارة الحكومية
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .