أوراق رياضية

أقزام في المونديال!

عماد النمر

حسب نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم تأهل 32 فريقاً إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، وتنوعت المدارس الكروية، وإن تصدرتها أوروبا وأميركا الجنوبية، وهما عمالقة اللعبة في العالم، إضافة إلى الفرق الإفريقية والآسيوية.

وقبل انطلاق المونديال رشح النقاد العديد من الفرق لنيل اللقب وعلى رأسها سحرة السامبا البرازيلية وراقصي التانغو ومصارعي الثيران أبطال أوروبا، وانتظرنا أن نرى المتعة الكروية على أصولها، إلا أن الدور الأول كشف المستور في جميع الفرق بلا استثناء، وشاهدنا فرقاً عملاقة تتحول إلى أقزام، وتخرج وهي تجر أذيال الخيبة.

وحسب نتائج الدور الأول، جاء منتخب كوريا الشمالية أسوأ فريق، حيث لم يحقق أي فوز واستقبلت شباكه 12 هدفاً وخرج غير مأسوف عليه، تلاه منتخب الكاميرون الذي خسر مبارياته الثلاث واستقبلت شباكه خمسة أهداف، واحتل المركز الأخير في مجموعته، وأصاب جماهيره ومتابعيه بحسرة كبيرة، وسار شقيقه النيجيري في الطريق نفسه وشرب من كأس المرار، حيث لم يحقق سوى نقطة واحدة هي كل رصيده بالمونديال.

ووقع الديك الفرنسي في شر أعماله، ودفع ثمن غروره ومشكلاته قبل وأثناء المونديال وخرج ذليلاً، ولم يتعاطف معه أحد حتى أشد أنصاره، وتحول من عملاق إلى قزم، وربما يستمر كثيراً حتى يعود من جديد، وعلى دربه سار المنتخب الإيطالي حامل اللقب، وأصيب العالم بصدمة بخروج بطل العالم من الدور الأول، ولم يشفع له اللقب ولا نجومه الكبار، ودخل في عالم الأقزام كذلك.

ولم يتحمل الإنجليز «منتخب الأسود الثلاثة» الضربات الموجعة من الماكينات الألمانية، ولم يقوَ على صدّ موجات الهجوم الألماني العاتية، فسقط صريعاً وبالأربعة، ثم دهست الماكينات منتخب التانغو الأرجنتيني بالأربعة أيضاً، وأنهت أسطورة المدرب المغرور مارادونا.

والمفارقة الغريبة أن منتخبات العمالقة فرنسا والبرازيل والأرجنتين هي من سمحت للاعبيها بمصاحبة الزوجات وممارسة الجنس المشروع أثناء المونديال، وهي ملاحظة يجب أن يعيها مسؤولي المنتخبات في التجمعات والبطولات الكبرى.

أكثر المشاهد إثارة في المونديال هي لحظة صد لاعب الأوروغواي لويس سواريز الكرة بيده على خط المرمى ومنعه هدفاً محققاً لمنتخب النجوم السمراء (غانا)، ثم إضاعة نجم غانا جيان ركلة الجزاء في الثواني الأخيرة، لتضيع فرصة ممثل إفريقيا في الصعود للمرة الأولى إلى نصف النهائي.

مفاجأة البطولة هو منتخب الأوروغواي، حيث قدم عروضاً جيدة أهلته إلى الوصول إلى الدور نصف النهائي، وأرى أنه فريق يستحق أن يقف الحظ بجانبه كما حدث له أمام غانا.

الورقة الأخيرة

فعلها المنتخب الإسباني وسحق الجميع ووصل إلى قمة المجد الكروي بفوز بكأس العالم ليجمع في عامين أقوى لقبين في تاريخ كرة القدم (كأس أمم أوروبا، وكأس العالم)، وأعتقد أن الحفاظ على هذا المجد أصعب كثيراً من الحصول عليه.

emad_alnimr@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر