سلطان سعود القاسمي

قوة «تويتر» المتنامية

سلطان سعود القاسمي

على مدى السنة الماضية نمت ظاهرة جديدة من مجرد أداة لبث أنباء قصيرة يراها البعض أنها تافهة، إلى ظاهرة عالمية كادت أن تطيح بإحدى حكومات دول المنطقة. بدأت «تويتر» في صيف عام 2006 واليوم تضم أكثر من 100 مليون مستخدم من ضمنهم صحافيون وكتاب ومعلقون لبث أحدث مساهماتهم.

على الرغم من العمر القصير لخدمة التدوين المصغرة هذه، إلا أنها استحدثت لغة خاصة بالمدونة، فمثلاً كلمة «تويت» تعني تحديثاً واحداً، وإدخال ما يُسمى بـ«الهاشتاغ» قبل كلمة، مثلاً كتابة اسم العاصمة الإماراتية هكذا #أبوظبي، تعني أن الحديث يدور حول ذلك الموضوع.أ

وكانت شركة «سبوت أون» للعلاقات العامة وجدت أن مستخدمي «تويتر» في الصيف الماضي كانوا أكثر من 5000 مدون، لكن هذا الرقم اليوم ارتفع أضعاف المرات. ويعتبر أكثر إماراتي شعبيةً هو الشيخ محمد بن راشد رئيس الوزراء، الذي يتخطى عدد متابعيه على المدونة أكثر من 340 ألفاً، على الرغم من قلة تحديثاته.

ويعتمد العديد من السياسيين على غيرهم لتحديث «تويتاتهم» كالرئيس الأميركي باراك أوباما، لكن ذلك يقلل من التفاعل الشخصي للمدونة. وهذه ليست الحالة مع أحد أكثر المدونين تحديثاً وشعبية، ألا وهو وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة، فالشيخ خالد الذي يحدث مدونته المصغرة باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية، ليمكن متابعيه من دخول ومتابعة عالم يقتصر على القليلين منا أولاً بأول، ألا وهو عالم السياسة. فأهمية البحرين الاستراتيجية ومنصبه الرفيع يجعلان متابعة الشيخ خالد مهمة للكثيرين في دول الخليج.

«تويتر» أيضاً أسهمت في التقارب بين المجتمع الإماراتي والوافد في الدولة، فمثلاً عبر الكثيرون من الإماراتيين عن أسفهم على مقتل عوائل مقيمين في حادث تحطم طائرة «أير انيديا اكسبرس» قبل شهرين عبر المدونة الصغيرة. وأيضاً استخدمت «تويتر» لتنظيم فعاليات اجتماعية، كالتي ينظمها مركز «شيلتر» في دبي لمساعدة عمال المقاولات، الذين تم التخلي عنهم من قبل شركات أفلست بتجميع مستلزمات شخصية وملابس وطعام معلب لهم.

قد تكون رواية أخوين إماراتيين أسّسا مطعماً اسمه «وايلد بيتا» في مدينة دبي الطبية من الأمثلة الناجحة لاستخدام المدونة في الدولة. ففي حديث لهما في تجمع للمدونين أوائل هذه السنة، قالا لنا إنهما لم ينفقا أي أموال للدعاية لمشروعهما، بل قاما باستخدام «تويتر» للحديث مع زبائن المستقبل وسؤالهم عن وجباتهم المفضلة وكيفية تقديمها. وكان لهما مئات المتابعين حتى قبل أن يفتح المطعم أبوابه قبل أشهر عدة بسبب إمكانات «تويتر» الهائلة.

وأهم حدث في تاريخ «تويتر» حصل حينما طلبت وزارة الخارجية الأميركية عدم توقيف الخدمة لأعمال صيانة، أثناء التظاهرات الإيرانية العام الماضي، كي يتمكن الإيرانيون من تنظيم تجمعاتهم عبر المدونة الصغيرة.

رأينا في السنة الماضية قوة «تويتر» التي يتم استخدامها في مجالات مختلفة حتى أنها لعبت دور المجلس الخليجي، الذي يلجأ إليه الناس للحديث، والنقاش وطلب العون والتواصل مع غيرهم، وكل ذلك يتم بأقل من 140 حرفاً.

 

 

❊ زميل غير مقيم  في كلية دبي للإدارة الحكومية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى الضغط علي إسمه

تويتر