أوراق رياضية

أفاعي الطليان.. تلدغ الألمان!

عماد النمر

بوضوح ومن دون أي خداع، تقدمت أفاعي الإنتر الزرقاء إلى ساحة النزال، لتؤكد نظرية جديدة في علم اللدغات، وهي إذا أردت أن تكون لدغتك مؤثرة ومميتة، فيجب أن تكون في العلن وأن يراك غريمك علانية، وهو ما فعله فريق إنتر ميلان في مواجهة العملاق الألماني بايرن ميونخ، على ملعب سانتياغو بيرنابيو في مدريد.

فعلتها أفاعي الإنتر وسط 80 ألف متفرج ملأوا الملعب وشكلوا أجمل لوحة جماهيرية في أوروبا، وعشنا 90 دقيقة في حلم رائع، ونحن نستمتع بعملاقي أوروبا هذا الموسم، انترميلان الإيطالي وبايرن ميونخ الألماني، في النهائي الأقوى في كل القارات.

لم تكن مسيرة كل فريق بالسهلة خلال مشوار البطولة، فبايرن ميونخ أقصى فرقاً ذات ثقل كبير مثل يوفنتس الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي، وحقق ثنائية الدوري والكأس الألماني، ويطمح إلى تحقيق حلم الثلاثية وهو جدير بها، وكانت كثير من التوقعات ترشحه للقب، والتاريخ يميل إليه بشدة، فهو بطل القارة أربع مرات آخرها ،2001 بينما حقق الإنتر مفاجأة بعدما أزاح تشيلسي بطل الدوري الإنجليزي ثم عملاق إسبانيا والعالم برشلونة الرهيب، وتعملق بثنائية الدوري والكأس أيضاً.

وتحقق للإنتر ما أراد، وحقق إنجاز الثلاثية، وعاد إليه اللقب الأوروبي بعد 45 عاماً بالتمام والكمال، فقد حقق لقبي أوروبا عامي 64 و،65 ثم ابتعد كثيراً قبل أن يعانق المجد من جديد، ليكون اللقب الثالث له قارياً.

وأرى أن سر فوز الإنتر باللقب القاري، في تلك التوليفة الرائعة التي صنعها البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب الإنتر، ففريقه يعتبر منتخب العالم حيث يضم أربعة لاعبين من الأرجنتين وثلاثة من البرازيل وكاميرونياً ومقدونياً وهولندياً وصربياً، إلا أنه صنع فريقاً بنكهة إيطالية خالصة، لم يعرف أحد سر خلطتها، وبها حقق ما كان يطمح إليه هو شخصياً مع لاعبيه وإدارته.

إن شخصية مورينيو وعبقريته هي التي صنعت ثلاثية الانتر هذا الموسم، والرجل أصبح ثالث ثلاثة مدربين فازوا باللقب القاري مرتين مع فريقين مختلفين، كونه حصد اللقب مع بورتو البرتغالي ،2004 وختم بالإنتر ،2010 وهذه العبقرية هي التي ستقوده إلى نجاحات أخرى مؤكدة حينما يمسك زمام الأمور في ريال مدريد اعتبارا من الموسم المقبل، كما أكد أمس في تصريحه للتلفزيون الإيطالي.

ولا نغفل في المقابل قيمة كبيرة وهو فريق البايرن ومدربه العظيم فان غال استاذ مورينيو ومعلمه، فقد حقق المدرب الهولندي مع فريق البايرن إنجازات عظيمة لا تقلل منها خسارته اللقب الأوروبي، ولا شك أن البايرن افتقد لاعبه الفذ الفرنسي بلال ريبيري بسبب الإيقاف، وكان هذا واضحاً في مباراة النهائي.

الورقة الأخيرة

طالعت معظم الصحف الأوروبية التي علقت على مباراة نهائي أبطال أوروبا، ودققت في الصحف الإيطالية جيداً، فلم أجد صحيفة واحدة تتغنى بالعالمية التي وصل إليها إنتر ميلان، كونه سيمثل قارته في المونديال المقام في أبوظبي نهاية العام الجاري.

emad_alnimr@hotmail.com

 

 

 

تويتر