5 دقائق

«ماجد»

حمدان الشاعر

بالنسبة للكثيرين.. فهو شريك طفولة عذبة في أزقة الفرجان، ورفيق صبا على مناضد الدراسة في كثير من الأحيان، شخصية يتحلق حولها الفتية والفتيات كلما جاء يوم الأربعاء، من يقول إنه لا يعرفه من جيل نشأ في السبعينات والثمانينات، فهو بلا شك ينقصه الكثير. فـ«ماجد» كانت مجلة المتعة والثقافة، فإذا كانت «مجلة العربي» ذاكرة جيل سبق في هذا الوطن، فإن «ماجد» صنعت من جيل الاتحاد وما بعده جيلاً مهتماً بالمعرفة والمعلومات. «ماجد» اليوم التي بلغت 32 عاماً من عمرها، تحولت إلى أيقونة عربية بكل المقاييس وتكاد تكون الأفضل في سوق صحافة الأطفال، فالإخراج الفني الذي تتميز به وتنوّع الشخصيات وثراء المحتوى المعرفي فيها وغيرها من المميزات جعلت منها الأفضل ومن دون منافس حقيقي يصل إلى مستواها الفني الراقي.

لقد كان تكريم هيئة الثقافة والفنون مجلة «ماجد» منذ أيام تكريماً في محله، فهي بحاجة إلى أن تكون محور اهتمام صغارنا، وأن يُشجع اقتناؤها ودعمها بكل الأشكال، فبعد مرور ثلاثة عقود تحتاج المجلة إلى مزيد من الدعم، فعلى الرغم من كونها متجددة ورائعة على الدوام، إلا أنها تحتاج إلى مساندة أكبر بحيث تصبح جزءاً من ذاكرة أولادنا، وأن تتحول إلى مصدر معرفي أساسي، فتسويق «ماجد» ليس فقط من اختصاص القائمين على المجلة بل فرصة لنقول «شكراً » لمجلة واصلت، على الرغم من كل هذا الزمن وهذه التغيرات، خطها الجميل والمعني بالطفل العربي أينما كان.

فهموم «ماجد» العربية كانت مفتاحاً لعلاقاتنا مع إخواننا العرب، وكانت ومازالت معنية بالقضية الفلسطينية كونها القضية الأم، وعلى الرغم من الصخب الإعلامي الخارج عن نطاق المألوف أو فهم الصغار كان لـ«ماجد» دورها في نسج خط عربي ملتزم بقضاياه يتغلغل عبر السطور، ليصل إلى نفوس وعقول الفتية في إدراك حقيقي لبث قيم الخير والفضيلة والأخلاق.

كانت «ماجد» سفيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى الوطن العربي في التعريف بنا وبمؤسس الدولة الشيخ زايد وإنجازاته العظام، يقرؤها الطفل في المغرب، فيعرف عن الطفل في المشرق، تلك كانت الرسالة وتلك كانت الغايات.

نجاح «ماجد» اليوم نجاح لكل أفراد المجتمع، واستمراريتها تعني بالضرورة انعكاساً لالتزام المجتمع بقيم أصيلة تمثل أهل الإمارات وتعني التزاماً بالمعرفة والثقافة التي طالما نادى بها قادتنا وترسيخاً لالتزام عربي جسده زايد «رحمه الله».

hkshaer@dm.gov.ae

 

تويتر