أوراق رياضية

درع الدوري.. ووهم العالمية

عماد النمر

تفوق الوحدة على نفسه وواجه كل الصعاب التي واجهته، وتفوق على منافسيه كافة بثبات كبير، ليستحق التتويج بلقب بطولة دوري المحترفين في نسخته الثانية بعد خمس سنوات من آخر لقب حققه، ليؤكد أن فوز الوحدة بالدوري لم يأتِ مصادفة، إنما نتيجة جهود شاقة بذلت من إدارة النادي واللاعبين طوال الموسم، وأثبت الوحدة أنه صاحب النفس الطويل الذي استطاع أن يدخر كل قوته للجولات الأخيرة من المسابقة، فدانت له السيطرة مبكراً واستحق الفرحة الكبرى التي يعيشها الآن مع جمهوره الوفي.

ومنذ الموسم الماضي ونحن نعيش في وهم اسمه العالمية، نتيجة إقامة مسابقة كأس للأندية في أبوظبي عامين متتاليين، وتخصيص مقعد للإمارات في البطولة كونها تقام على أرضنا، وبالتالي فبطل الدوري سيكون له حضور في هذه المسابقة الكبرى، وفي العام الماضي هلل البعض وفرح نتيجة مشاركة الأهلي بطل الدوري في المسابقة وعاشوا حلما كبيرا اسمه الأهلي العالمي، وعند مشاركته في البطولة خرج من الدور الأول مبكرا بعد خسارته من فريق أوكلاند سيتي النيوزلاندي.

وها هو الحلم يخرج من جديد واليوم على يد الوحدة الفائز ببطولة الدوري وممثل الإمارات في البطولة العالمية التي يشارك فيها أبطال القارات، وأخشى أن تأخذنا نشوة الفوز بلقب الدوري المحلي وننسى أن كل الفرق المتأهلة للبطولة خاضت مباريات قارية كبيرة، ووصلت إلى القمة القارية بعد مشوار طويل، أي أن كل فريق مشارك له سجل حافل من الانتصارات حتى وصل إلى هذه البطولة، على عكس فرقنا التي أتت إليها البطولة على طبق من ذهب ومن دون أي معاناة قارية.

وأرجو أن ننظر إلى نتائجنا في البطولة الآسيوية حتى نعرف مستوانا القاري، وليس العالمي الذي نعيش حلمه، وهذا لا يقلل من شأن فريق الوحدة، لكنه جرس إنذار حتى لا يتحول الحلم إلى كابوس كما حدث في العام الماضي، فالبطولة تضم أقوى الفرق على مستوى القارات، وفرقنا الأربعة لم تستطع تخطي الدور الأول من البطولة الآسيوية وهي أضعف من البطولة العالمية المقبلة، لذا واجب علينا أن نتحدث من أرض الواقع ونعرف قدرنا تماما.

وأرجو من إعلامنا الرياضي المقروء والمشاهد ألا يحلق بنا في سماء الأحلام الوردية، وألا يصور للجماهير أن طريق الوحدة مفروش بالورود في البطولة العالمية، كما أرجو أن يقدم الخبراء والمحللون والنقاد عصارة أفكارهم التي تساعد الوحدة في مهمته، ليكون خير سفير لكرة الإمارات في المحفل الدولي.

كما أرجو من إدارة فريق الوحدة الإعداد الجيد لهذه المشاركة المهمة واستثمار هذه الفرصة التي لا تأتي كثيراً، وأن يعد الفريق بشكل جيد يسهم في تقديم صورة مشرفة أمام أبطال القارات، وأعتقد جازما أن الوحدة لديه من الإمكانات البشرية والفنية ما يؤهله ليكون سفيرا رائعا للكرة الإماراتية.

ــ الورقة الأخيرة

فوز المخضرم محمد الجوكر بجائزة الصحافة العربية عن عمله الرائع «كانت أيام»، يأتي تكريما وتتويجا لرحلته الطويلة مع الصحافة، وأعتبره تكريماً للصحافة الرياضية بشكل عام ممثلا في شخصه الرائع..

«مبروك يابوسلطان».

emad_alnimr@hotmail.com

 

تويتر