أوراق رياضية

أنفاس اللاعبين.. وصرخات المعلقين

عماد النمر

تشرفت بحضور أكثر من لقاء جمع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مع الرياضيين في مناسبات مختلفة، وكانت لسموه آراء صائبة تدل على عين ناقدة وخبيرة في الشأن الرياضي، وفي كل مرة كان يوجه رسائل نقدية إلى معلقي قنواتنا الرياضية، أتذكر منها أن المعلق لابد أن يوجه حديثه إلى المشاهدين فعمله مخصص لهم، فليس من المعقول أن يتوجه بكلامه إلى اللاعبين أو المدربين أو قضاة الملاعب في الملعب وينسى مشاهديه، وكذلك عدم انتقاد قرارات المدربين في استبدال اللاعبين أو اللعب بخطة معينة أو انتقاد القرارات التحكيمية، فكل هذا ليس من مهمته، كونه مطالباً بنقل الوقائع بعد إضافة لمسته الشخصية من معلومات مبسطة تفيد المتابع، وكان أجمل ما قاله سموه في اللقاء الأخير إننا نريد سماع صوت أنفاس اللاعبين في الملعب لا صرخات المعلقين، وطالب المعلقين بالهدوء والتعليق حسب الأصول بعيدا عن الانفعال والشد العصبي.

وقد تحدثنا في هذه الزاوية أكثر من مرة عن أداء بعض المعلقين وضرورة انتهاج الوسطية على الأقل في التعليق، لكن المدرسة الحنجورية (نسبة إلى الحنجرة) طغت على أداء معلقينا، وزاد صراخ المعلقين وزاد الافتعال والتصنع غير الطبيعي، وسمعنا أصواتا تخرج من الأحشاء بل إن بعضهم يأتي به من أطراف أقدامه، وسمعنا بعضهم يعلق وكأنه قادم من صحراء العصر الجاهلي!

وأرجو أن ينتبه المسؤولون عن المعلقين الرياضيين إلى هذه الانتقادات الموجهة إليهم، وأن يراقبوا الأداء العام للجميع وتصفية من لا يصلح منهم، وتقويم من يستحق الوجود في قلب المشاهدين ووجدانهم، ولا يكون سببا في صم آذانهم.

فعلها صديقي المكافح أيمن الرمادي وحقق حلم صعود فريق دبي إلى مصاف أندية دوري المحترفين، ولم يكن تحقيق هذا الحلم سهلاً، بل مر بمحطات خطيرة وعقبات كبيرة، ولكن عزيمة أسود العوير بقيادة الرمادي كانت أقوى من كل الصعاب والمشكلات، وصعدوا بصحبة نمور كلباء، وإذا كانت محطة الصعود صعبة فإن محطة الوجود في دوري المحترفين أصعب وتحتاج إلى عمل شاق ودعم غير عادي، حتى لا تنطبق عليهم مقولة الصاعد هابط.

خسر الجزيرة الدوري.. هذه هي رؤيتي لأحداث الجولة الماضية عقب فوز الوحدة المستحق باللقب بعد خمس سنوات عجاف، لكني أسفت لعدم فوز الجزيرة بدرع الدوري وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من اللقب، لكن عقدة الأمتار الأخيرة أحزنت الجميع، ولأول مرة أجد أكثر من مدرب في دورينا يحزن على خسارة الجزيرة للقب، قالها كاجودا مدرب الشارقة موضحا أن الفريق يملك كل مقومات البطولة، وأكدها هيكسبيرغر مدرب الوحدة الفائز باللقب أثناء المؤتمر الصحافي لمباراته الأخيرة، وقال إن الجزيرة يحتاج إلى بعض الحظ فقط، وأتمنى أن يتذكر الحظ فريق الجزيرة في الموسم المقبل، مع تأكيدي أن الحظ يصاحب الناجحين أثناء كفاحهم لتحقيق الهدف المطلوب.

الورقة الأخيرة

أرجو أن ينجح حكماء الرياضة في اللجنة الأولمبية والهيئة العامة للشباب والرياضة في جمع قطبي اتحاد رفع الأثقال الرئيس ونائبه على مائدة واحدة لتصفية الخلافات بينهما لمصلحة اللعبة.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر