‏‏

‏محمد بن زايد في أميركا‏

سلطان سعود القاسمي

‏‏قلّ ما تنشر جرائد الإمارات الصورة نفسها على صدر صفحاتها الأولى، ولكن هذا هو بالفعل ما حصل في الأسبوع الماضي، حيث نُشرت صورة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس باراك اوباما، وفي مجرد ساعات أصبحت الصورة المنتشرة بكثافة الآن وسط الشباب الإماراتي محل اهتمام. التقطت الصورة من الخلف ونرى فيها الرجلين جالسين على طاولة عشاء في حديث عميق، ويتوسطهما عَلَم الإمارات الغالي. في الجانب البعيد من الصالة الكبيرة كان يجلس رؤساء دول من مختلف العالم.أ

في حضوره لقمة الأمن النووي في واشنطن، بناءً على توجيهات الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، مثّل الشيخ محمد الإمارات أمام رؤساء 47 دولة حضروا القمة. وفي صورة جماعية أخذت في وقت آخر، نرى الشيخ محمد في غترته البيضاء وثوبه البني اللون. ولم يكن الرجل العربي في الزي الخليجي الواقف في بحر من البدلات الغربية، لأول مرة منذ عقود، وزير الخارجية السعودي، ولكن كان إماراتياً يعلن بمجرد حضوره قمة كهذه وقوف دولة الإمارات بجانب الدول المتقدمة والمحبة للسلام. ترتيب الكراسي ليجلس ولي عهد أبوظبي لساعتين بجانب رئيس أكبر قوة في العالم أمام رؤساء العالم، رسالة واضحة من الإدارة الأميركية لأهمية الإمارات والشيخ خليفة والشيخ محمد لدى الحكومة الأميركية وعلاقاتنا المتميزة.أ

وتعتبر هذه القمة التاريخية أهم وأكبر قمة تحتضنها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام ،1945 لأن القمم التي تنعقد في الأمم المتحدةأ في نيويورك لا تعتبر على أرض الولايات المتحدة ولا تحت إشرافها أو دعوتها. ولم تكن الإمارات من الدول الكبيرة من جهة عدد السكان من بين الحضور، ولكن أهميتها تكمن في أنها صاحبة أحد أكبرأ مشروعات إنتاج الطاقة النووية السلمية في العالم. فقد وقّعت مع كوريا الجنوبية عقداً قيمته 20 مليار دولار لبناء أربعة مفاعلات نووية بحلول عام 2020 على أرض الدولة. وقال البيت الأبيض إن في جلسة الحديث أثناء حفل العشاء، تحدث الرئيس أوباما والشيخ محمد عن عملية السلام في الشرق الأوسط والسلم النووي وعن علاقات البلدين في مجال العلم والريادة الاقتصادية. ومن يتابع التطورات سيعرف أن تحت إشراف الشيخ محمد بصفته رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قامت عاصمة الإمارات باحتضان برنامج «وارتون» لريادة الأعمال التابع لجامعة بنسلفينيا، الذي يعد الأفضل في العالم. وفي مجال العلم تم تأسيس مدينة «مصدر» ومعهد «مصدر» للتكنولوجيا والأبحاث، بالتنسيق مع معهد ماساشيوستس التقني العالمي. وفي زيارته القصيرة للولايات المتحدة قام الشيخ محمد بن زايد بالإضافة إلى الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، بلقاء رؤساء فرنسا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، وتشيلي ونائب الرئيس الأميركي في أحاديث مطولة، بالإضافة إلى عشرات الرؤساء الآخرين الذين حضروا القمة. فتمكن الحضور الإماراتي من استثمار هذه المناسبة لمصلحة الإمارات بعقد لقاءات قد تأخذ الدول الأخرى سنة كاملة من السفر لتنفيذها. أ

في خلال ساعات تحولت صورة الشيخ محمد بن زايد في زيه العربي في العاصمة الأميركية تلك الى صورة أيقونية تداولها الإماراتيون عن طريق البريد الإلكتروني والهواتف المتحركة ومواقع الإنترنت الاجتماعية. ومن أول نظرة أعادت لنا تلك الصورة التاريخ إلى زمنٍ لم يكن ببعيد تحت راية رجل أحببناه ومازلنا نحبه اسمه زايد، وفي لحظة تجيشت المشاعر ورأينا الوالد الراحل في صورة الابن لتدخل في قلب كل إماراتي. أ

❊ زميل غير مقيم في كلية دبي للإدارة الحكومية‏

تويتر