‏‏

‏سيناريو افتراضي لفلسطين المستقبل‏

سلطان سعود القاسمي

القدس 31 أبريل 2027

تمت إزاحة آخر قطعة مما سُمي بالجدار الفاصل بالأمس، بالإضافة إلى تغيير جميع اللوحات الإرشادية استعدداً ليوم الوحدة بين إسرائيل وفلسطين، بعد أربع سنوات من حرب الشرق الأوسط العظمى عام .2023 وبعد ثلاثة أيام سيتم إعلان الوحدة رسمياً في دولة شرق المتوسط بحضور رؤساء دول وقادة من حول العالم في عاصمة الدولة القدس. ينظر المؤرخون إلى ذلك اليوم كالمناسبة غير الرسمية لتنصيب الصين الدولة العظمى الوحيدة في العالم بسبب الدور الذي لعبته لإنهاء الحرب بعد فشل الحكومات الأميركية المتتالية. اليوم وبعد ثلاث سنوات من الوحدة غير الرسمية لايزال العرب واليهود يسكنون في مناطق متفرقة، إلا أن بعض المدن بدأت تشهد مساكن تضم العرقين جنباً إلى جنب. معظم الفلسطينيين الذين لجأوا إلى أوروبا وأميركا الشمالية في أعقاب حربي 1948 و1967 لم يعودوا إلا للزيارة في الأعوام الماضية، بخلاف الذين لجأوا إلى الدول العربية المجاورة. ولم تتحقق تنبؤات البعض من فرار ثلث السكان اليهود بعد الوحدة، ولكن يقدر مركز الإحصاءات عدد الذين هاجروا من اليهود بـ500 ألف معظمهم يحمل جوازات سفر أوروبية أو أميركية.

وكجزء من الحل النهائي طالبت الأمم المتحدة الدول العربية، التي هاجر منها اليهود عند تأسيس ما كانت تسمى بدولة إسرائيل، بتعويضهم مادياً، إلا أنه لم يبادر سوى العراق وليبيا بفعل ذلك. في الشهر المقبل سيتم اختيار اسم الدولة الجديدة الرسمي عبر صندوق الاقتراع، ولكن لن تكون فلسطين أو إسرائيل من ضمن الخيارات المتاحة كجزء من اتفاقات السلام. وقد قامت دول الخليج السبع بالإضافة إلى الصين والاتحاد الأوروبي بالتعهد بضخ 10 مليارات دولار لكل منهم عبر المؤسسات الدولية في دولة الاتحاد الجديدة. وسيبدأ العام المقبل سحب القوات الأوروبية والصينية من دولة اتحاد شرق المتوسط، الذين يبلغ عددهم الآن 50 ألفاً. بعض اليهود الممتعضين الذين قابلهم هذا الصحافي في تل أبيب ألقوا اللوم على حكومات دولة إسرائيل السابقة لرفضها خطة السلام التي أعلنتها مؤسسة الجامعة العربية التي أغلقت قبل سنين عدة، وقال لي بنيامين، وهو مهندس في العقد الخامس من العمر رفض الإفصاح عن اسمه الأخير «لو قبلوا بتلك الخطة لكنا لانزال نملك دولة لليهود، الآن انتهى حلمنا». وشاهدت في تجوالي في الدولة الجديدة بعض مناظر التخريب ولكن المعارك الدامية التي شبت بين العرب واليهود في الشهور الأولى بعد الاتحاد منذ ثلاث سنوات ليس لها أثر.

وفي الصيف المقبل سيصل خبراء إسكندنافيون لإغلاق مفاعل ديمونا الذي بسببه كادت تشتعل حرب نووية تضم إيران وباكستان وتركيا. ولكن أكثر الأمور التي أثقلت على المفاوضات هو ما سمي بعملية «الصهينة العكسية» أي تغيير النشيد الوطني والقوانين العنصرية ضد العرب، من دون أن تمس حقوق الآخرين. وقد تعهد الرئيس الشرق متوسطي يوسف حنا بالحفاظ على حقوق جميع المواطنين عرباً ويهوداً من دون تفرقة عرقية أو دينية في الدولة الجديدة.

بعد أربع سنوات من اتحاد دولة شرق المتوسط لاتزال الأمور حساسة إلى حد كبير، وقال لي مواطن باللغة الإنجليزية قد يكون عربياً أو يهودياً «على الأقل توقف القتل» ولم أستطع سؤاله عن اسمه.

زميل غير مقيم في كلية دبي للإدارة الحكومية‏

تويتر