‏5 دقائق‏

‏صحـّتنا‏

حمدان الشاعر

‏يحتفل العالم في السابع من أبريل بيوم الصحة العالمي فتمتلئ أجندات وزارات وهيئات الصحة بالعديد من الفعاليات وبرامج التوعية المتنوعة وبالاهتمام ذاته لدينا أيضاً احتفالاتنا بهذا اليوم المعني بصحة الإنسان والذي يهدف هذا العام إلى التعريف بالتحديات الصحية الحضرية الناشئة من نمط الحياة في المدن وما يستتبعه من وتيرة وضغوط وعوارض وأمراض تتطلب توافر خدمات بيئية ورعاية صحية وغذاء آمن ومياه نقية، وكذلك توعية هادفة ومؤثرة للحفاظ على صحة الإنسان في جسمه وعقله ونفسيته.

في الوقت الذي أصبح فيه أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المدن فإن التحديات أصبحت أكثر إلحاحاً لتوفير خدمات ورعاية صحية تلبي احتياجات البشر من مهدهم إلى لحدهم خصوصاً في ضوء ازدياد العوامل والمتغيرات البيئية وظهور الأوبئة ونقص الموارد.

لا شك في أن قضايا الصحة كثيرة ومتشعبة، ولكنها تتطلب التزاماً سياسياً في المقام الأول كونها تتعلق بالإنسان محور التنمية الوطنية بأشكالها المختلفة اجتماعياً واقتصادياً، ولذلك فإن التهاون فيها أو التقصير في التصدي لحلول ناجعة للأمراض المنتشرة في مجتمعنا يُعد خطاً أحمر لا يمكن السكوت عليه، فإذا كانت المناسبات منصة لغرس المعرفة وتكريس الإدراك نحو قضايا محددة فإننا أشد ما نحتاج ها هنا إلى خطط وبرامج تكفل لنا حلولاً لمشكلات السكري والضغط وسرطان الثدي وغيرها من الأمراض التي استفحلت بين أفراد المجتمع. وفي الإطار نفسه، لابد من الإشارة إلى أن الخلل في المجال الصحي قد طال قطاعات عديدة، فبالرغم من الموازنات الضخمة المخصصة لهذا القطاع فإن الأمر لايزال أسير سماسرة الدواء وتجار الطب السارقين لأنبل مهنة وعبر أخطاء طبية تتراكم بدرجة مؤسفة وشهادات علمية مزورة بنيات سيئة، فبعد التأمين الصحي الذي طبقته الدولة منذ سنوات قليلة زاد عدد العيادات وأعداد المرضى فجأة فالمستشفيات الخاصة ازدحمت وكأن البعض كان بانتظار بطاقة تأمين، وإلاّ فما تفسير هذا التزاحم على المستشفيات الخاصة حتى لأتفه الأسباب المرضية، وإذا كانت بعض المستشفيات قد لجأت إلى تحقيق أكبر عائد مالي بغضّ النظر عن الوسيلة التي انتهكتها في صرف أدوية غير مستحقة أو إجراء فحوص طبية غير ضرورية أو إجراء عمليات لغير مستحقيها، فإن هذا يعكس واقعاً مأساوياً لحجم التردي الذي وصلته بعض الضمائر المحسوبة على أشرف المهن وأنبلها، وأحسب أن هيئات الصحة لن تقف عاجزة عن تشخيص هذه السلوكيات وردعها.

ما نحتاجه حقيقة هو ارتقاء فعلي بصحة الإنسان بغضّ النظر عن جنسه وشكله ولونه ارتقاءً يعزز من قيمته في وطنه ومجتمعه عبر برامج وطنية حقيقية تشخّص الداء أياً كانت أسبابه وتضع علاجات ناجعة تستديم مع الفرد طيلة سنيّ حياته.‏

hkshaer@dm.gov.ae

 

تويتر