‏‏

‏أقول لكم‏

‏المطالبة بالحق مقاومة، ورفض سياسة الأمر الواقع مقاومة، وعدم القبول بإملاءات الطرف الغاصب ومن يسانده مقاومة، والمناداة بوقف إجراءات دولة الاحتلال مقاومة، وبناء بيت بديل لأسرة هُدّم بيتها في القدس مقاومة.

إن كانت الظروف لا تسمح بحمل السلاح والمواجهة، لا يطلب أحد أن تواجه القوة الباغية، وإن كانت كلمة «الحرب» ترعب بعضنا، فلتحذف من قاموسنا الحالي، فالأمة التي فقدت عقلها فقط، هي التي قد تواجه الترسانة الحربية الإسرائيلية الأكثر تطوراً في العالم، بأسلحة بدائية وإرادات ضعيفة، وهذا نوع من الانتحار لو فكّر فيه أحد اليوم، وقد رأينا ما حدث لغزة بسبب صواريخ الأنابيب!

ولكن، تعالوا نستذكر ياسر عرفات، وهو الذي حمل السلاح مقاوماً في ،1965 وأعاد لفلسطين اسمها على الخريطة، وذكّر العالم بأن هناك قضية، وهناك شعب مظلوم، وهناك أزمة تلفّ أهم مناطق العالم، وبعدها جمع السياسة بالمقاومة وحمل في 1974 غصن الزيتون بيد، والبندقية باليد الأخرى، وهو يخطب من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد عقدين من الزمان دخل فلسطين رئيساً للسلطة من دون بندقية، غصن الزيتون كان معه فقط، وتقف على طرفه حمامة بيضاء تبشر بالسلام، وقاوم بالمفاوضات من أجل قيام الدولة، وعاش أصعب مراحل التجاذبات والتراجعات من الشريك المفترض الذي لايزال يحتل الأرض ويتحكم في دقائق أمور فلسطين، وخضع للمساومات وقاومها، حتى كانت كامب ديفيد الثانية في بداية القرن الجديد، يوم وجد نفسه محاصراً ما بين رئاسة الدولة ودخول التاريخ من أوسع أبوابه، كما قيل يومها، ومواجهة مصير غير متوقع، هناك كانت أعظم مقاومة لذلك الرجل، لم يحمل «كلاشينكوف» أو قنبلة يدوية، ولم يعلن الحرب على الدولة الغاصبة، بل رفض التوقيع على الاتفاق المعد سلفاً، ولم يخضع لكل الضغوط من الأحبة وغيرهم، واختار أن يقاوم التنازل عن القدس، وأن يقاوم بقاء المستوطنات في الضفة، وأن يقاوم اقتطاع الثلث من أرض شعبه، وأن يقاوم الممر الضيق المؤدي إلى المسجد الأقصى، قاوم عرفات كل ذلك عندما أعاد غطاء قلمه إلى مكانه، ولم يوقع.

myousef_1@yahoo.com

تويتر