‏5 دقائق‏

‏القدس.. عروس عروبتنا‏

حمدان الشاعر

‏بالأمس انفضّت قمة، ستتلوها بالتأكيد قمم أخرى، لا جدوى منها جميعاً سوى مزيد من التحسر وجلد الذات وتكريس واقع مر نعيشه كل يوم ويحرق قلوبنا كل يوم، وحده أردوغان، هذا الزعيم التركي الذي لايبرح يذكّرنا بمحمد الفاتح قاهر القسطنطينية حتى ينتفض مغاضباً، لأن تهويد القدس سيحرق الشرق الأوسط بأسره.

في القمة تشخيص دقيق للواقع، واعتراف صريح من زعماء الأمة بأن شعوبهم تطالبهم بموقف مؤثر وعمل يعيد لنا عروس عروبتنا وزهرة مدائننا، وفي إسرائيل تنفق اليوم مليارات الدولارات لتهويد القدس وبناء أورام سرطانية من المستوطنات، وشق حفريات تقوض أساسات المسجد الأقصى، في مقابل صمت مطبق وشجب على استحياء.

هل أصبحنا أمة لا تكترث، لا الشعوب تكترث ولا الزعامات تكترث، وكأن الأمر لا يعنيها، كل ما حولك ينبئ بلامبالاة غريبة، وحالة من التبلد العقلي والعاطفي لا تحرك ساكناً ولا تلامس نخوة أحد.

الخطورة تكمن في لغة الشجب وتعزيز الفكر المتخاذل في نهج اتخذه العرب سبيلاً لترسيخ الوضع القائم، وبالتالي استيلاد حالة من اليأس لتسيطر على آمال الناس وتحولها إلى مستحيل لا يمكن معه مجرد التظاهر لإنقاذ القدس.

وإذا كانت القمم العربية قد تخصصت في إرساء دعائم الإحباط والتخاذل، وتحولت الخطب إلى مجرد أقوال جوفاء ومادة دسمة للتندر والضحك، فليس من حق الشعوب اليوم أن تتهاون في قبول هذه اللغة المتخاذلة، والرضوخ لسجال ممل يتكرر كل عام.

فاستقواء إسرائيل اليوم إنما جاء من مثل هذا السلوك الانهزامي، وهزيمتها ستأتي بالضرورة من قوة الرأي وشجاعة الرفض، فالشعب العربي اليوم، رغم كل مآسيه وشتاته وتعبه وانقساماته، فإن نبضه فلسطيني، وعشقه مقدسي، حتى وإن كان الظاهر لا يشي بذلك، فللأمة رجالها الثابتون كالجبال وسط هدير الخيانات والتنـازلات التي لا تنتـهي.

إذا كان صوت أردوغان بالأمس هو الأعلى، فليكن غضب شعوبنا رفضاً صريحاً للتقاعس عن نصرة القدس وأهل فلسطين لإيقاف الجريمة التي سيلعننا عليها التاريخ، إن نحن فرطنا فيها وكنا عبيداً لصمت لم يعكس إلا الهزيمة.

hkshaer@dm.gov.ae

 

 

تويتر