‏أوراق رياضية‏

‏أقف مع قضاة الملاعب‏

عماد النمر

‏‏مازلت أقف بشدة مع قضاة الملاعب رغم الأخطاء والزلات التي تظهر بين مباراة وأخرى، ورغم قسوة النقد وعنف الاتهامات الموجهة إليهم، إلا أنني أتعاطف معهم قلباً وقالباً، وأرى أن البعض يظلمهم كثيراً، وأن الإعلام الرياضي له دور أساسي في ما يحدث لهم.

فكل من لا يعجبه قرار لحكم يخرج إلى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ليشرح ويفصل ويحلل ويتهم الحكم، حتى وصل الأمر إلى عقد مؤتمرات صحافية وإصدار بيانات شجب وإدانة، والمطالبة باستبعاد الحكم الفلاني، واتهام لجنة الحكام بتعمد وضع حكام بعينهم لمباريات محددة، تلميحاً للمجاملة أو للمؤامرة الخفية.

وعشنا الأسابيع الماضية هذه الحالة في دوري الإمارات، وظهرت نسخة منها أكثر قسوة وعنفاً وشراسة في الدوري المصري، الذي يغلي على سطح صفيح ساخن بعدما هدد قضاة الملاعب في مصر بالإضراب العام، وعدم القيام بتحكيم أية مباريات في الدوري، بعد الهجوم الشرس الذي تعرضوا له والإهانات التي طالتهم من وسائل الإعلام كافة، مطالبين برد اعتبارهم، وأيدهم ودافع عنهم رئيس لجنة الحكام ورئيس الاتحاد نفسه.

إن الأمر ينذر بالخطر الشديد، وينبئ عن ثقافة خاطئة في التعامل مع أخطاء التحكيم، فالعالم كله يشهد هذه الأخطاء، والكل يعترف أنها جزء من اللعبة، ولجان الحكام تسعى إلى تصحيح الأخطاء من دون تهويل، لكن البعض يضع أخطاء التحكيم شماعة لأخطاء فريقه سواء داخل الملعب أو خارجه.

المثل المشهور «الدبة التي قتلت صاحبها» رأيته ظاهراً وقوياً في تصرفات محترف العين التشيلي فالديفيا، الذي حصل على البطاقة الحمراء في مباراتين متتاليتين، الأولى في البطولة الآسيوية والثانية في كأس اتصالات، وأرجو من اللاعب الحد من اندفاعه وتهوره وتهذيب سلوكياته في الملعب، حتى لا يقتل فريقه بتصرفاته، خصوصاً أنه محترف وفريقه يعتمد عليه كثيراً.

من مفاجآت هذا الموسم صعود فريق الإمارات ـ المرشح الثاني للهبوط في الدوري ـ إلى نهائي كأس رئيس الدولة، بعدما أزاح عن طريقه الوصل وعجمان والوحدة، ثم جاءت المفاجأة الكبرى بصعود ـ المرشح الأول للهبوط من الدوري ـ فريق عجمان إلى نهائي كأس اتصالات للمحترفين، بعد إقصائه العين ـ حامل اللقب ـ من الدور نصف النهائي بشكل مثير وفي الوقت القاتل، ويعتبر تأهل الإمارات وعجمان درساً للجميع عنوانه «لا كبير في كرة القدم».

الورقة الأخيرة

يبدو أن فريق العين قد أصابته «عين ما صلت على النبي» هذا الموسم، فقد توافرت أمامه فرصة الوصول إلى نهائي كأس رئيس الدولة لوقوعه مع عجمان أضعف فرق الدوري، إلا أنه ضيع الفرصة وخرج من الدورالـ،16 ومرة ثانية أوقعته القرعة أمام الفريق نفسه في كأس اتصالات إلا أن العقدة استحكمت وتمكن الضعيف من القوي وفقد العين لقبه، وخرج خالي الوفاض من المسابقتين، فهل ينقذ العين موسمه في الدوري أم أنه فقد هذه الفرصة هي الأخرى؟‏

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر