‏5 دقائق‏

‏ساعة الأرض‏

حمدان الشاعر

في يوم السبت المقبل السابع والعشرين من مارس ومن الساعة 30:8 ـ 30:9 مساءً ستطفأ الأنوار في مئات المدن حول العالم، ومدن الدولة لن تكون بمنأى عن هذه المشاركة، فهي مشارك رئيس وداعم لهذه الحملة التي تعزز من قضية التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، عبر خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة ارتفاع حرارة الأرض.

ساعة الأرض عبارة عن رسالة سلوكية رمزية لها تأثير قصير الأجل، ولكن بالإمكان أن نجعل منها سلوكاً حياتياً مستداماً، يطول مداه وينتقل تأثيره إلى الآخرين، فهذا الوعي النابع من قناعات ذاتية بمقدوره أن يؤسس مستقبلاً لجيل مدرك خطورة الهدر في الطاقة وأهمية عدم الإفراط في الاستهلاك لطاقة قابلة للنضوب.

فالكهرباء اليوم هي عصب الحياة وهي القوة المحركة للأنشطة الاقتصادية والصناعية، وهي سبب رئيس لراحة الإنسان ورفاهيته، ولكنها تنشأ من وقود أحفوري ينجم عن حرقه غاز ثاني أوكسيد الكربون أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ولذلك فإن عدم المبالغة في استهلاك الكهرباء أمر ضروري على صعد عدة.

ساعة الأرض ليست ساعة من الظلام، بل هي تعبير صارخ عن حجم وأهمية وقوة التأثير الذي بإمكان العمل الجماعي أن يحققه، فهناك ممارسات بسيطة ولكنها ذات تأثير فعال، كإطفاء الأنوار غير الضرورية أو رفع درجة حرارة التكييف أو شراء الأجهزة الموفرة للطاقة، كلها أشياء بسيطة ولكن بمقدورها إحداث فارق كبير، ليس على سبيل خفض الانبعاثات الكربونية ولكن أيضاً من ناحية تقليل النفقات وترشيدها.

هل من الممكن أن تتبرع بساعة أو يوم لحماية الكوكب؟ هي ليست مسألة خيالية أو طوباوية بل حقيقة حتمية بمقدورنا جميعاً تحقيقها.

فلنشجع بعضنا بعضا على إطفاء النور ساعة، وبعدها ستتحول الساعة إلى ممارسة وسلوك يومي، وهو جزء مما ينبغي علينا فعله لهذا الوطن وهذا الكوكب.‏

hkshaer@dm.gov.ae

 

تويتر