‏أبواب‏

‏«بيات» بيت الشعر‏

‏عام كامل مر على تأسيس بيت دبي للشعر، ولم نلمس أي نشاط فعلي له، مع أن الساحة الثقافية استبشرت خيراً بخبر الإعلان عنه أثناء انعقاد الدورة الأولى لمهرجان دبي الدولي للشعر.

بيت الشعر الذي أقيم في منطقة الشندغة التراثية على خور دبي، كان مصدر أمل كبير للمثقفين والمبدعين، خصوصاً الشعراء، ليكون رافداً جديداً للحراك الثقافي، ولكن لم نسمع عن نشاط للبيت، سوى الأمسية الختامية في مهرجان الشعر والاحتفالية الاستذكارية بعدد من المبدعين الراحلين.

هل أصيب بيت الشعر مبكراً، بـ«سكتة ثقافية»، أو بعدوى «الركود» التي أصيب بها معظم بيوت الشعر العربية التي انتهى مصير معظمها، للأسف الشديد، إلى «مضافة للمسامرة والثرثرة والخمول والنميمة؟».

بيت الشعر في دبي، بعد مرور عام على انطلاقته، لم يحرك ساكناً، ولم يجترح فكرة، ولم يضع اسمه في مفكرة ثقافية، ولم يضف فعالية أو إصداراً جديداً، وكأنه اكتفى بلافتة تحمل اسمه فقط.

عام مضى من دون حركة فعلية ومتواصلة، لكن الأمل سيبقى قائماً بنهوض بيت الشعر.

عام مضى، لكن سيبقى الأمل بصحوة البيت ورفد الساحة بفعاليات جديدة ونوعية.

عام مضى على إطلاق بيت الشعر في دبي الذي كان بشارة خير للساحة الثقافية، وقد أعلن حينها أنه سيكون حجر زاوية جديداً في الحراك الثقافي، وسيكون له دور كبير في الاهتمام بالشعر، بوصفه ركيزة أساسية في الثقافة العربية، من خلال تنظيم أمسيات وندوات ومعارض على مدار العام، وليس فقط خلال انعقاد مهرجان الشعر الدولي. كما أعلن أن بيت الشعر سيتولى نشر إصدارات شعرية ونقدية جديدة.

وعود كثيرة أطلقت مع إطلاق بيت الشعر، لكن لم تشهد الساحة أي نشاط جوهري وفعلي له، ما أعطى انطباعاً بأن نشاطه موسمي يرافق مهرجان الشعر فقط.

لا أعرف ما الأسباب وراء حالة «البيات الثقافي» في بيت الشعر، ولا أعتقد أن ثمة مبرراً لهذا «الركود» أيضاً، خصوصاً أن الساحة استبشرت خيراً بمبادرة تأسيسه، وكان من المتوقع أن يكون في مقدمة المشهد مع عدد من المؤسسات التي تعنى بالشؤون الثقافية، ولكنه منذ الأمسية الختامية للمهرجان والتي شهدت الاحتفاء بالخيّام من خلال قراءات شعرية ومعرض رسوم وإطلاق الترجمة الجديدة لـ«رباعيات الخيام» للكاتب الإماراتي محمد صالح القرق.

كان من المتوقع أن يستقطب بيت الشعر مبدعين من الإمارات وبقية الدول العربية وكذلك من العالم، وأن يصبح «مختبراً إبداعياً»، ولكن ظل «ساكناً»، بينما تواصل مياه خور دبي حركتها على مرأى من مقر بيت الشعر.

أما المهرجان الدولي للشعر، فلانزال ننتظر الإعلان عن انطلاق دورته الثانية، مع أن موقع المهرجان على الانترنت مغلق، إذ تظهر رسالة مختصرة موجهة إلى الزوار تقول: «نعتذر عن الإزعاج، وسنوافيكم بالتطورات لاحقاً»!

ali.alameri@emaratalyoum.com

تويتر