دبي.. عالمية في كل شيء

صلاح بوفروشة الفلاسي

لم تكن الاحتمالات حاضرة هنا في دبي عندما قُتل المبحوح، وظن الجاهل أن هذا الجزء من العالم يسير وفق ظاهر الشكل دون جوهره، وسرح بخياله بعيداً معتقداً انه الصواب في وضح الحروف! الاعتقاد أن جريمة قتل بهذا الحجم والتخطيط هي من السهولة بمكان اقترافها، المكان إمارة دبي حلقة الوصل بين الغرب والشرق، الزمان 2010 ،الأحداث تتسارع والفريق المكلف باقتراف الجريمة تجَهّز، ومثلما نشاهد الشخصيات الإجرامية تتفاعل مع الجريمة التي تنوي ارتكابها، وها هي الخيوط تتشابك والأقدام تصل إلى دبي، لغاية واحدة، المطلوب قتل إنسان، وتحديداً في أحد الفنادق القريبة من مطار دبي الدولي، ولا أعلم إن كانت مصادفة أن يكون المسرح قريباً من المطار، حيث فكر الانسحاب من المسرح، وهي مرحلة قد لا تكون دقيقة، ولا تتطلب جهداً استثنائياً حسب هذه العصابة، تمت العملية وفق المخطط وحانت ساعة المغادرة، هي عملية بسيطة إلى هذه الدقيقة، التي أشعرت أفراد الفريق بالانتصار الزائف، غادر الفريق كل إلى مكان يقصده مخلفاً وراءه انتصاراً! هكذا الظن والاعتقاد، وان بعض الظن خيال قاصر!

نعم هو خيال ولكنه قاصر، قاصر في تحركاته وتخطيطه كما القصور عند الأطفال الصغار الذين في المهد يسيرون وبالقرب منهم أعين الكبار، الكبار الذين سيفجرون عما قليل ما يركب الحسابات لدى «القريب قبل البعيد»، والكبار يعلمون متى يتحدثون وفي ما ينطقون، وبالفكر ذاته الذي يسوق صاحبه إلى ما لا يحسب له يقين! الإمارة الآمنة العالمية هي الشجرة التي تقف شامخة بين أخواتها الست في بستان الإمارات العربية المتحدة، هذه المعادلة التي على الجميع فهمها من الآن وصاعداً، ودبي ليست بناء فقط كما تصورُ بنات أفكار ضيقي الأفق، بقدر ما هي عقل حاضر وفكر قائم، لا يقل شموخاً وارتفاعاً عن برج خليفة، مفخرة بناء الإنسان في هذا القرن، الإنسان الذي هو محور الاهتمام هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الغباء مهلكة لصاحبه، وللغباء أشكال وألوان عديدة قد لا استطيع سردها، ولكن المفاجأة أقوى من رشقة قلم، الأمن في دبي كما هو الحال في دولة الإمارات العربية المتحدة، لوحة لا تقل أهمية عن لوحات الجمال التي رسمتها الأيادي الأمينة المخلصة، شعب طيب محب صديق ومرحب بالعالم اجمع، ومن يظن أن البناء كان شكلاً، فها هي الإمارة الرائعة ترسم فصلاً جديداً تبعث من خلاله رسالة إلى العالم أجمع، دبي عالمية في كل شيء، عندما نكون مرحبين للعالم للأخ والصديق على حد سواء، فنحن نعي ما نقول، ولن نعجز عن حماية هذه الأرض الطيبة ومن عليها، نحن لا نلصق وصف «الإرهاب» لمجرد اقتراف جرم نستطيع ضبط من يشرع في اقترافه، نحن نطبق صحيح القانون النافذ لدينا، ونستطيع فعل ذلك، حيث الأجهزة القضائية صاحبة الكوادر المحترفة، التي لديها من الأدوات القانونية التي ستلاحق المجرمين وتقدمهم لمحاكمة علنية وعادلة.

دبي القول الفصل، نحن فخورون بها وبحماتها، دبي مفخرة الإمارات، واحسب أن الفخر رفيقهما إلى أمد بعيد.

 

alfalasi.salah@gmail.com

تويتر