مستقبل الطاقة.. طاقة المستقبل

حمدان الشاعر

القمّة العالمية لطاقة المستقبل ،2010 التي استضافتها أبوظبي أخيراً تعكس اهتمام دولة الإمارات بقضية الطاقة المتجددة والنظيفة، كما تعكس مكانة الدولة وريادتها في تناول قضية تُعد من أكبر القضايا التي يتم طرحها على الصعيد الدولي والتي تشكل محوراً مفصلياً في مستقبل البشرية. لا شك في أن دولة الإمارات من خلال مبادراتها ومشروعاتها المنفذة والمخطط لها تطمح إلى تبوّؤ الريادة وأن تكون مركزاً عالمياً للطاقة المستقبلية خصوصاً أن الدولة تحتضن مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا).

على الرغم من توافر النفط والغاز في الدولة فإن تنويع مصادر الطاقة يُعد خياراً حكيماً يعكس إدراكاً واعياً لحجم التحديات المستقبلية المتمثلة في ازدياد معدلات النمو الاقتصادي والسكاني وانعكاساتها على معدلات استهلاك الطاقة في قطاعات الصناعة وتوليد الكهرباء وتحلية المياه، وهذا التوجه تفرضه متغيرات عديدة على الصعيد العالمي، ففي ظل ازدياد الطلب المتوقع بنحو 50٪ بحلول عام ،2030 وتناقص موارد الطاقة التقليدية في العالم وبروز قضية التغير المناخي والاحتباس الحراري والضغوط التي تواجهها الدول البترولية، فإن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة يشكل فرصة سانحة لاستدامة الطلب على الطاقة وتحقيق تنمية مستدامة.

لا شك في أن البعد البيئي المتمثل في ازدياد انبعاثات الكربون المسببة لعملية التغير المناخي يلعب دوراً محورياً في الضغط على صناع القرار من أجل صنع سياسات كفيلة بتشجيع الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، والتي بدورها تتطلب مزيداً من البحوث والابتكارات والتقنيات الهادفة إلى خفض استهلاك الطاقة، وبالتالي خفض الانبعاثات الكربونية.

جدير بالملاحظة أن الوعي البيئي قد بدأ في التزايد لدى عامة الناس، وأصبح إدراك أهمية قضايا البيئة وتحدّياتها أمراً شائعاً، وهو ما يمكن تلمّسه من حرص الكثيرين على إنقاذ البيئة من حولهم، ولكن الوعي هنا يحتاج بالتوازي معه إلى سلوك فعلي يستهدف ترشيد استهلاك الطاقة والمياه بحيث تنتشر ثقافة الترشيد في استخدامات طاقة ناضبة ومياه مهددة بالجفاف ما لم يتم التعامل معها بحذر ووعي شديدين.

أمّنا الأرض تحتاج إلى جهود جماعية عبر حراك مجتمعي على كل الأصعدة، وكل في نطاق وطنه، ومن خلال التفكير بمنظور عالمي يتجسد كل يوم في ممارسة صديقة للبيئة على الصعيد المحلي.

hkshaer@dm.gov.ae

تويتر