هل وصلت الرسالة؟

إن أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - حفظه الله - بالعفو عن مخالفي مسيرات احتفالات اليوم الوطني للدولة، أدخل السرور والبهجة في نفوس من تورّط في أحداث ومخالفات ذلك اليوم، والتي لم تكن لتقع لولا الاستهتار الواضح من قبلهم، وهنا ينبغي أن يدرك هؤلاء جانباً مهماً وهو أن عفو صاحب السموّ الحاكم يُرسل العديد من الإشارات والدلائل، فالتعهد بعدم تكرار تلك المخالفات ينبغي أن يترجم على أرض الواقع من خلال ممارسات قانونية، تقضي باحترام الآخرين واستحضار حقوقهم في استخدام الطريق على نحو آمن.

لقد أثنينا عند انطلاق الاحتفالات باليوم الوطني على تحذير وزارة الداخلية من مغبة إساءة استغلال المناسبة العزيزة في ارتكاب المخالفات، حيث أفردت وزارة الداخلية ما هو جائز ومخالف للقانون، إلا أن البعض لا يحلو له إلا الخروج على النص، كما يعشق ركوب أمواج الممنوع ولسان حاله يروي فصول المحظور، عازفاً بذلك لحناً نشازاً لا يقوى على سماعه إلا من جافاه الصواب، ومتناسياً أن حبل الاستهتار قصير جداً!

إن في التعديل الأخير لقانون السير والمرور الاتحادي والمطبق من شهر مارس 2008 ،من الإجراءات ما تكفي لردع كل من يحاول إقحام نفسه في ارتكاب المخالفات المرورية على الطريق، فنجد على سبيل المثال من يقود مركبته بتهوّر وبصورة تشكل خطراً على الجمهور، يبقي على مركبته محجوزة لمدة 60 يوماً، بالإضافة إلى سحب رخصة قيادته لمدة ثلاثة أشهر، فالمخالفتان السابقتان كفيلتان بإدخال النقاط المرورية في حساب وجعبة المخالف لتصل إلى 24 نقطة مرورية - الحد التراكمي للنقاط - وبذلك هو يخول سلطة الترخيص قانوناً بسحب رخصة قيادته.

وإذا ما راودت المخالف فكرة قيادة المركبة أثناء فترة الإيقاف وضُبط وهو يقودها، فسوف تحرك ضده دعوى مرورية من النيابة العامة أمام المحكمة، بتهمة قيادة مركبة برخصة قيادة موقوفة بأمر سلطة الترخيص، مواجهاً بذلك عقوبة قد تصل إلى الحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر والغرامة التي لا تقل عن 5000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، بالإضافة إلى احتمال رفع مدة إيقاف رخصة القيادة إلى مدد قد تصل إلى سنة أو ستة أشهر، وحرمانه من الحصول على رخصة قيادة مجددة لمدة مماثلة، بأمر المحكمة.

ينبغي أن يعي من شملهم العفو أن قيادتنا الرشيدة تسخر كل الجهود والإمكانات لبناء الإنسان القادر على حمل شعلة المسيرة واستشعار المستقبل الزاهر لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك العديد من الفرص ينبغي أن توجه إليها الطاقات البشرية، بدلاً من الانشغال بأمر مركبة قد تهدي صاحبها هلاكاً يبقيه على هامش الحياة أو ربما خارجها، وحسرة على من كان بقربه ما بقي حياً!

 

alfalasi.salah@gmail.com

تويتر