عبدالحميد أحمد

اهتز العالم خلال الأشهر الاثني عشر الماضية بالأزمة المالية، التي طالت آثارها جميع أنحاء المعمورة، بما فيها الإمارات العربية. وأثبتت الإمارات مرونتها إزاء الأزمة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبناء عليه، فإن هذه الأزمة ما كان لها أن تضعف الإمارات، التي تتسم بمناعة ذاتية قوية، وتركيبة مقاومة، تمكّنها من البقاء شامخة في وجه العواصف.

واستمرت الإمارات في زيادة تعزيز تنميتها البشرية، فعلى الصعيد السياسي طورت من أدوارها الإقليمية والدولية، ولعبت دوراً مميزاً في ترسيخ مبادئها الوطنية والبشرية، إضافة إلى مساهتمها في مهمات حفظ السلام في شتى بقاع العالم. أما على المستوى البشري، فحظيت الإمارات بالاعتراف والإعجاب الدوليين، لمساعدتها المحتاجين في المناطق المنكوبة، في العالم.

وتمثل النجاح الرئيس عام 2009 في اختيار أبوظبي لاستضافة المقر الرئيس للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، الأمر الذي يعتبر شهادة اعتراف بأسلوب الإمارات البنّاء وسياساتها الحكيمة، وهذا ما يجعلها الدولة الأولى في المنطقة العربية التي تستضيف إحدى أكثر المنظمات الدولية أهمية، بعد نجاحها في جذب انتباه هذه الوكالة إلى العالم غير الغربي وغير الصناعي.

وحققت الدولة خطوات جبارة خلال مسيرة التطوير القانوني في ما يتعلق بحقوق الإنسان، وعززت من قضية حماية حقوق الإنسان عن طريق زيادة الشفافية، وإصدار القوانين التي تحرم الاتجار في البشر، وحماية حقوق المرأة والأطفال، خصوصاً حقوق المرأة في المشاركة في الحياة السياسية وتقلد المناصب السياسية والقضائية العليا، الأمر الذي يمثل إنجازاً إنسانياً بارزاً.

على الصعيد الاقتصادي، لم تتوقف التنمية، على الرغم من الأزمة المالية العالمية، وتم إعلان الميزانية الاتحادية، التي تعكس قوة الاقتصاد. وإضافة إلى ذلك، لايزال العمل قائماً في العديد من المشروعات الحيوية، بما فيها التطوير المدني والنقل والطرق وتوليد الطاقة. وكان إكمال المرحلة الأولى وإطلاق مترو دبي، وافتتاح الطرق والجسور الجديدة في أبوطبي والشارقة خير دليل على أن التطور مستمر في الدولة، وهذا إضافة إلى مشروعات مهمة مثل شركة «فلاي دبي» للطيران التجاري وبرج دبي وإنشاء شركة السكة الحديد الفيدرالية.

وعلى الصعيد الاجتماعي، تواصل الإمارات ترحيبها بالآلاف من الأشخاص الذين يأتون للعمل والعيش هنا، الأمر الذي يجعلها نموذجاً يحتذى للتعايش المنسجم. وأدى التزايد في تعداد السكان إلى زيادة الطلب على الإسكان والمكاتب والعقارات، وهذا بعض من فيض إنجازات الإمارات. وعلى الرغم من أن العيد الوطني يعكس بعضاً من هذه الإنجازات فإنه يؤكد سمات الإمارات باعتبارها دولة ومجتمعاً يعملان بلا كلل بهدف تحقيق التنمية البشرية. وفي خضم احتفالاتنا بالعيد الوطني بفخر، نتذكر إنجازات الآباء المؤسسين للإمارات الذين وقعّوا وثيقة الاتحاد عام 1971 ،من أجل تشكيل الإمارات دولةً مستقلةً ذات سيادة. ويمثل الثاني من ديسمبر يوم مولد دولتنا، ونقطة البداية في سباقنا نحو الحضارة.

رئيس تحرير «غلف نيوز»
تويتر