مسرحية مكشوفة

عماد النمر

أن تنسحب من لقاء رياضي فهذا أمر وارد رغم استنكاره، أما أن تفعل ما هو أسوأ من الانسحاب فهذا هو السلوك المشين بعينه، وما حدث من فريق رديف الإمارات الأسبوع الماضي في مباراته أمام الظفرة يدعو إلى العجب والاستهجان، فقد لعب الفريق بتسعة لاعبين لأنه لا يملك غير هذا العدد، وخسر برباعية في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني ظهرت فصول مسرحية هزلية حيث ادعى لاعب الإصابة وخرج ولم يعد، ثم حصل زميل له على الكارت الأحمر نتيجة تعمده ضرب كل من يقابله مع سبق الإصرار والترصد، ثم اكتمل الفصل الأخير بادعاء إصابة لاعب جديد، وخرج أيضاً ولم يعد إلى أرض الملعب، ما اضطر الحكم إلى إلغاء المباراة، والغريب العجيب أن إدارة الفريق اعترفت بتعمد تنفيذ هذا السيناريو السيئ بدلاً من الانسحاب خوفاً من العقوبة، وهنا أطالب لجنة المسابقات بتوقيع عقوبة أشد حتى لا يتكرر هذا المنظر السخيف في ملاعبنا مرة ثانية.

وصف ياسر سالم أحد ضيوف الشوط الثالث خلال إحدى الحلقات، أن ما يحدث من مقدم البرنامج وبعض الضيوف «مسخرة»، بعدما سخروا من بعض الآراء التي قالها أثناء الحلقة المذاعة على الهواء، وبعدما شهد شاهد من أهلها على مستوى هذا البرنامج نقول لمقدمه: احترم ضيوفك يحترمك المشاهدون.

استمراراً لمسلسل الإقالات المعروف عن دورينا والمسجل باسمه كعلامة دولية، استغنى العين عن شايفر بعد شهر عسل طويل حقق معه ثلاث بطولات، لكن لم تشفع له هذه البطولات بعد خسارته من الغريم الوحداوي، وأطيح به غير مأسوف عليه، وسار على دربه نادي الشباب بإقالة غريبة لمدربه عبدالوهاب عبدالقادر، والسبب كما قال مدير النادي ليس الأداء الفني بل التصريحات التي أدلى بها المدرب للتلفزيون على الهواء وكشف فيها ما تعرض له من مؤامرة داخلية، وتعمده انتقاد اللاعبين الأجانب!

في نادي عجمان المتواضع تسير كل الأمور من سيئ إلى أسوأ، فبعد انتفاضته في الدور الأول للموسم الماضي، وهو يسير بخطى ثابته نحو الهاوية، سجل هذا الموسم سبقاً لم يصل إليه فريق من قبله خلال السنوات العشر الماضية، بعد تلقيه الخسارة الثامنة على التوالي، ومرشح لتلقي المزيد حينما يلتقي الوصل والجزيرة والشباب، وأطالب إدارة النادي باتخاذ القرار الصحيح إذا أرادوا انتشال الفريق من الغرق الذي أسهموا فيه.

هل من حق الجماهير المطالبة باستقالة إدارة النادي إذا مر الفريق بأزمات عاصفة كالتي تحدث الآن للعديد من الفرق في دورينا؟ أعتقد أنه ليس من حق الجماهير ذلك! فما الذي أسهمت فيه الجماهير حتى تحاسب الإدارة، هل شاركت في اختيار الإدارة من خلال جمعية عمومية أو انتخابات؟ هل لها قوة اقتصادية من خلال أسهم أو استثمارات داخل النادي تستطيع من خلالها التأثير سلباً أو إيجاباً؟ إذا كان الحال كذلك فسيظل أمر المطالبة باستقالة إدارة أُمنية داخلنا لا أكثر ولا أقل.

 

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر