أقول لكم
نتذكر دار الاتحاد جيداً، بمبناها الدائري وساحتها الكبيرة، منذ كانت داراً للضيافة، ومكاناً لاستقبال صنّاع الاتحاد في الثاني من ديسمبر ،1971 حتى تحولت إلى رمز لذلك اليوم، وتاريخ للوطن الحديث بمبناها الذي لايزال دائرياً، ولكنه شبه مغلق. وسارية العلم العملاقة التي تظلل بالخير وتجبرنا على الالتفات نحو ذلك المكان، إن ذهبنا باتجاه جميرا أو خرجنا منها، وكان سيسعدنا جميعاً أن تكون انطلاقة الاحتفالات بهذا اليوم الغالي علينا من ذلك المكان، فهناك مازالت تفوح رائحة عطرة، نثرت من ثنايا قلوب الرجال الذين وقّعوا وثيقة الاتحاد، وأعلنوا قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وكأننا لانزال نراهم يقفون متلاصقين، والفرحة تغمرهم عند رفع العلم لأول مرة خفاقاً في السماء، وهناك، لابد أن يمر كل طفل مواطن في بداية ارتباطه بالمدرسة والعلم، فهذا الدرس الأول الذي يجب أن نعلمه لأجيالنا القادمة، والرحلة المدرسية الأولى لكل طلاب الدولة، حتى غير المواطنين نريدهم أن يعرفوا التاريخ من المكان الذي صنع فيه، وهو المكان الذي سمعنا أنه سيجهز بكل الوسائل، وسيعاد تنظيمه ويتحول إلى متحف يحتوي على ما يجعله بحق داراً للاتحاد، ولكن الانتظار طال، وعمليات الترميم والتجهيز لم تكتمل، والزيارة غير متاحة، ومازلنا نكتفي بإلقاء نظرة من بعيد.
إن احتفالنا باليوم الوطني هذا العام له شكل خاص، وقد تضافرت جهود جهات عدة لإظهاره بالشكل المفرح الذي نراه ونعايشه هذه الأيام، وكأننا نريد أن نذكّر الجميع بهذا اليوم، ونقول لهم لا تنسوه، وهذا صحيح بالمقارنة مع السنوات الماضية التي كادت تغيب فيها كل المظاهر الاحتفالية، ما عدا بضعة فعاليات كنا نقيمها على استحياء، وهذه الجهود جاءت نتيجة التنبيه إلى المناسبة قبل وقت مناسب، أعطى اللجان المكلفة الفرصة لأن تخطط بهدوء وروية، وتنظم وتقدم كل ما نراه، سواء كانت اللجنة الاتحادية برئاسة معالي الأخ عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أو اللجان المحلية في الإمارات، والتي شهدنا فعالياتها طوال الأيام الماضية، ونتابع برامجها في الأيام اللاحقة، ونتمنى أن تكون هذه اللجان دائمة وتعمل بعد انتهاء إجازة اليوم الوطني، من أجل احتفالات العام المقبل، وأن تشرك معها مؤسسات المجتمع المدني، وعدم الاكتفاء بالجهات الحكومية فقط، فهذا يوم الجميع وفرحة الجميع، فهو يوم الوطن.