المتحدة
حمدان الشاعر
بعد 38 عاماً من عمر الاتحاد، هذا الإنجاز الحضاري الذي انغرس في أعماق نفوسنا منذ الصغر وكبرت معه أحلامنا وتطلعاتنا عند الكبر، وشكل في ذاته ذروة طموحات الآباء والأجداد، فإن الأمل يحدونا نحو غدٍ أكثر إشراقاً ومستقبل يرفل فيه صغارنا في التقدم والرفاهية، وحتى يكون القادم أفضل فلابد أن يصاحبه تجسيد واقعي لمعنى الاتحاد وعمل حقيقي نستحضر فيه معنى الوحدة، فهذا الاستحضار للفكر هو الذي قاد الآباء المؤسسين إلى بلورة اتحاد الإمارات في كيان شامخ ووسط ظروف صعبة ليكبر ويزهو فيغدو نموذجاً ريادياً في معنى الوحدة والتوحد، ولذلك فإن التخطيط الشامل للدولة بإماراتها مجتمعة يعد مطلباً ملحّاً تُبنى عليه مشروعاتنا المقبلة وفق منظور شامل غير مجتزأ أو منقوص، حيث تعمد الدول عادةً إلى وضع إطار تخطيطي يرسم المستقبل وفق منظور زمني بعيد المدى تراعي فيه تلبية احتياجات التنمية الحضرية كالإسكان والصحة والتعليم والخدمات البلدية والنقل والسياحة وغيرها، وذلك من أجل تأسيس برامج للتنمية وفق أسس سليمة تلبي متطلبات الحاضر ومستلزمات المستقبل ومن دون إغفال لحقوق الأجيال المقبلة.
وإذا كانت بعض إمارات الدولة شرعت في وضع وتنفيذ خطط التنمية العمرانية والحضرية حتى عامي 2030 أو ،2050 فإن إمارات الدولة الأخرى ليس لها خطط كهذه أو ليس لها خطط على الإطلاق، والتحديات التي تواجهها اليوم يتم التصدي لها بمنطق ردود الأفعال وليس وفقاً لخطط مستدامة تراعي احتياجاتها الراهنة ومشكلاتها المزمنة.
من الأهمية بمكان أن تتساوى الخدمات والمرافق والبنى التحتية في الإمارات السبع، حيث تتمتع كل إمارة بخصائصها وميزاتها وتحظى بالمتابعة والاهتمام من الرمس حتى الغويفات، ومن الخان إلى حتا دون حواجز أو عراقيل لمناطق نائية أو إمارات تنقصها الموارد والإمكانات.
التخطيط التنموي الشامل للدولة يجب أن يكون مركزياً لضمان المتابعة والتنسيق، فبعد 38 عاماً من حب الإمارات فإننا مازلنا بأمسّ الحاجة إلى صياغة خطة نهضوية شاملة تؤسس للإمارات الفرص نفسها والنجاحات نفسها، وهو ما سيعزز نجاح الدولة في الوصول إلى مصاف دول حضارية متقدمة، وسيرتكز على فكر يخدم مواطن الدولة، وأجيالاً أخرى قادمة لن تكون خاسرة فقط لأنها ولدت بعيداً عن تاريخ انطلاق الاتحاد.
الاحتفال اليوم لابد أن ينطلق باتجاه المستقبل، فلا ضير أن ننادي بـ«الإمارات 2050»، حيث يصار إلى إنجاز واعتماد خطة تنموية حضارية شاملة لإنجازات عظيمة ترتقي بالوطن والمواطن.
عاش اتحاد إماراتنا.. كل عام ووطني بخير.