انتهى الدرس يارجال!

عماد النمر

انتهت موقعة السودان بين مصر والجزائر وتأهل المنتخب الأخضر إلى المونديال بجدارة واستحقاق، بعدما انتزع فوزا غاليا من بطل إفريقيا الذي لم يظهر على أرض الملعب كما توقع الجميع، لينتهي حلم المنتخب الذي يضم حاليا أفضل أجيال الكرة المصرية على مر التاريخ.

وبنهاية اللقاء يكون درس الصعود إلى المونديال قد انتهى، بعدما قدم رجال المنتخبين كل ما لديهم لتحقيق طموحات الجماهير بالصعود إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، فمنهم من أخفق في الرمق الأخير ومنهم من تشبث بالأمل الوحيد، وهذه هي حال المجنونة المسماة كرة القدم.

لكن المؤسف أنه، وبعد انتهاء درس الرجال داخل المستطيل الأخضر، رفض غيرهم أن ينتهي الدرس واستمروا في إشعال نيران الفتنة بين جمهور الطرفين، وهي التي أوقدت قبل شهور، وبالتأكيد من أشعل النيران لا يستطيع أن يطفئها بسهولة، بعدما خرجت عن السيطرة.

واستمر الشحن الإعلامي غير المسؤول في تأجيج مشاعر الغضب والكراهية بين الشعبين حتى بدت البغضاء بينهم على الملأ، فهذا يتحدث بالساعات على الفضائيات، وذاك يرد بمداد الحبر الأسود، وتستمر طاحونة الإعلام المنفلت بين الطرفين من دون أن تظهر في الأفق بادرة لإطفاء النيران.

وقد أجد بعض العذر للمشجعين إذا تجاوزوا حدود العقل، فالمناوشات نشاهدها في المدرجات والإصابات تحدث أيضا، لكن الأمر لا يتم تناوله إعلاميا بهذا الشكل السافر، ولا يخرج عن كونه انفعالات كروية تنتهي بانتهاء اللقاء، لكن المؤسف أن تتسابق الصحف ووسائل الإعلام الأخرى إلى بث الكراهية في المنافس، ونشر أكاذيب من شأنها تعريض أمن وسلامة دول وشعوب للخطر.

السلوك الإعلامي للطرفين سلوك معيب ومشين، أدينه بكل قوة، وليت هناك جهة تحاكم كل من تسبب في إشعال هذه الفتنة، وأكثر ما أتأسف عليه هو انجرار النخبة خلف الغوغاء، وانسياق الإعلام خلف جماهير لا تتحرك بعقل أو منطق، ما أدى إلى نقل تفاهات المشجعين وخزعبلات الشوارع إلى أسماعنا وأبصارنا ونحن نتابع الانفلات الذي حدث عند الجميع.

لقد انتهى الدرس يارجال.. وصعدت الجزائر إلى المونديال، وعلى الجميع أن يتوقف عن العبث بمصائر الشعوب، وأن يتوقف، وفورا، كل أشكال التصعيد بين الإعلام في البلدين، فهي حرب لا فائز فيها والكل خاسر لا محالة، ويكفي ما حدث خلال الشهرين الماضيين، حيث نحتاج إلى عقدين لمحو آثار هذه الفتنة إن توقفنا الآن.

الورقة الأخيرة

رحم الله لاعب النصر سالم سعد، الذي توفي الأسبوع الماضي أثناء التدريب! ولأننا لا نملك أن نعيد ما راح، فإننا نعيد المطالبة بتعديل أوضاعنا الطبية داخل الأندية للمحافظة على اللاعبين، وكنا قد طالبنا بذلك حينما توفي المصري محمد عبدالوهاب وكذلك اللاعب الإسباني بويرتا، وكالعادة فإن الأمور تنسى بعد حين لنفاجأ بكارثة جديدة، إنني أطالب الهيئة والمجالس الرياضية بالتشديد على الملف الطبي والتاريخ المرضي لكل لاعب داخل الأندية، حتى لا تتكرر المأساة من جديد.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر