دورينا يبوح ببعض أسراره

عماد النمر

أبعد الجولة الخامسة أنستطيع أن نرصد وبشكل واضح بعض ملامح دورينا، من خلال ما قدمته أقدام اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، وما حسمته صافرة التحكيم، وما اتخذته إدارات الأندية من قرارات، وما شهدته شاشات قنواتنا من تصريحات.

أوضح من أداء الأندية أن هناك من عمل جدياً خلال الصيف، بداية من أالاختيار المناسب للاعبين، ثم الإعداد الصحيح للمعسكرات، وهناك من اهتم بالشكل والزينة على حساب المضمون، ونستطيع أن نحدد وبدقة من نجح عمله ومعسكره، فكان مردوده إيجابياً، ومن تبختر واغتر ولم يعترف بفشل اختياراته ومعسكراته إلا حينما دارت عجلة دورينا في نسخته الثانية بعد الاحتراف، وانظر إلى نتائج الجولات الخمس وترتيب الأندية، حتى تعرف من نجح ومن فشل.

أومن خلال الترتيب العام نستطيع أن نتبين وهج الصدارة التي يشغلها الثلاثي العين والجزيرة والوحدة، وسوف تستمر لعبة الكراسي الموسيقية بينهم خلال النصف الأول من المسابقة، وقد ينضم إليهما وافد جديد لتصبح القمة رباعية حتى الأمتار الأخيرة، قبل أن يحسمها الأطول نفساً، والأكثر استقراراً فنياً وإدارياً.

أوإذا كنا نرصد أداء الفرق ونتائجها داخل المستطيل، فإننا وفي نفس الوقت نرصد أداء قضاة الملاعب، الذي شابه بعض التذبذب في الجولات الخمس الماضية، فشهدنا احتساب قرارات خاطئة، كان لها تأثير مباشر في نتيجة بعض اللقاءات، كما شهدنا حالات من عدم التنسيق وقلة التركيز بين القضاة، خصوصاً المساعدين، إلا أن المجمل العام للأداء يصل إلى درجة جيد، ونأمل أن يسير إلى الأفضل في المرحلة المقبلة، وهم قادرون على ذلك.

أأ ومن خارج الملاعب تأتي الكلمات والقرارات، فالخسائر تخرج أسراراً لا نستطيع أن نعرفها عند الفوز الذي يغطي على السلبيات والأخطاء، وتنتظر قنواتنا الرياضية هذه الفرصة في تصريح مثير قد يشعل الأجواء، وقد يكون وبالاً على صاحبه، كما حدث لبعض اللاعبين، الذين أخرجوا ما يكنون في لحظة صدق بعد خسارة قاسية، فكانت العقوبة في انتظارهم، ونأمل أن يتفهم بعض المسؤولين مهمة الإعلامأ في كشف الأخطاء والسلبيات، حتى تتم معالجتها بدلاً من التستر عليها، وأن يتيقن الجميع أننا في عصر لم تعد فيه أسرار.

أأ ولا يمكن أن نعفي الإدارات مما يدور في دورينا، فقرار واحد قد يهز الدنيا، وتصرف سليم قد يصلح ما أفسده الآخرون، ونرجو ألا تكون بعض الإدارات سيفاً على رقاب اللاعبين، أوأن تكون يد العون ممدودة قبل يد العقوبة.

أأ ولأنه دورينا الذي نعرفه جيداً، فقد بدأت حركة (الغربلة السنوية) وبدأها نادي الشباب بإقالة مدربه البرازيلي سيرزيو، وتبعه مواطنه زي ماريو مدرب عجمان، وينتظر أن يلحق بهما آخرون، إذا ما استمرت النتائج السيئة على ما هي عليه.

الورقة الأخيرة أ

انشغلنا بدورينا عن منتخبنا الصغير وهو يجاهد في أدغال إفريقيا، وهو منتخب واعد ويبشر بالخير، ويسير على درب شقيقه الأكبر منتخب الشباب، الذي رفع رؤوسنا في مونديال القاهرة، وبغض النظر عن نتيجته مساء أمس، مع المنتخب الأميركي، فقد ظهر المنتخب بشكل يدعونا إلى الفخر به، ونأمل أن تستمر هذه النهضة الكروية التي يقودها الشباب والناشئون.

 

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر