كثرة الإجازات ولا يوم للشيخ زايد

سلطان سعود القاسمي

علاقة دولة الإمارات بالإجازات الرسمية هي علاقة غريبة إلى حدّ ما. فكم بلد آخر خارج الخليج استبدل أخيراً أيام إجازة آخر الأسبوع أو فيه تختلف إجازات القطاعين الخاص والعام؟ في الحقيقة جميعنا يستمتع بالإجازات، ولكن أحياناً تكون كثيرة إلى درجة أنها تعطل العمل والدراسة.

في الصيف الماضي نقلت جريدة «ذا ناشونال» عن وزارة التربية والتعليم أن أيام الدراسة في الإمارات هي فقط 155 يوماً في السنة وهو أقل من المعدل العالمي بكثير. مثلاً في سنغافورة أيام الدراسة تتعدى الـ200 يوم وفي أميركا وأستراليا تصل إلى 190 يوماً. فلدى الإمارات الكثير من الإجازات الرسمية، بالإضافة إلى «الويكند». وإن صادف أن وقعت إجازة رسمية في يوم الإثنين تجد بعض العوائل لا ترسل أطفالها إلى المدارس يوم الأحد لكي يسافروا مثلاً. فهل مستقبل الأطفال أقل أهمية من السفر؟ في الكويت مثلاً إن وقعت إجازة في أيام العمل ترحّل إلى يوم الخميس.

لدى الإمارات تسع إجازات، عيد الفطر، عيد الأضحى، المولد النبوي، رأس السنة الهجرية، رأس السنة الميلادية، الإسراء والمعراج، عاشوراء، آخر يوم في رمضان والعيد الوطني للدولة. ثماني إجازات دينية وواحدة فقط وطنية.

وليست كل إجازة يوماً واحداً، أحياناً تطول لأيام عدة. ويحدد الدين الإسلامي فقط عيدين، الفطر والأضحى، فلا أعرف لماذا «نؤجز» في كل الأيام الأخرى تلك؟ وأيضاً لا أعرف لماذا توقفنا عن منح يوم إجازة لباني وطننا الشيخ زايد بن سلطان طيّب الله ثراه؟ فالحقيقة أن هويتنا الوطنية هي التي تتلاشى مع مرور الوقت ونحن في أشد الحاجة إلى المزيد مما يجمعنا مثلما كان السادس من أغسطس يجمع المواطنين في السابق.

وأحياناً أفكر لماذا نحتفل برأس السنة الميلادية وهي مناسبة غربية بينما معظم من يقطنون في الإمارات هم من الآسيويين؟ فهل يا ترى سنحتفل بإجازتي الأونام أو الديوالي يوماً ما؟ ولم لا؟ طبعاً لن أجيب أنا عن ذلك السؤال.

أيضاً ما قصة تحرّي شهر رمضان والعيد بالعين المجردة؟ ألم يصل العلماء إلى القمر منذ 40 سنة ليكتشفوا متى سيظهر ومتى سيغيب؟ مثلاً في الشهر الماضي احتفلت الإمارات وسلطنة عمان وليبيا بعيد الفطر في ثلاثة أيام مختلفة! فلا أرى أنا ثلاثة أقمار.

في نظري، كثرة الإجازات تؤثر سلباً في الدراسة والعمل وفي نمو الإمارات. فإن لم نكن نستطيع التقليل منها ينبغي لنا أخذ يوم واحد فقط للإجازة وترحيل ذلك اليوم إلى آخر الاسبوع. أيضاً يجب علينا استخدام التقنية الحديثة للتعرف الى الأشهر والإجازات الإسلامية. وأخيراً وفوق كل شيء يجب على الإمارات منح يوم واحد في السنة لباني هذه الدولة، ووالد الجميع الشخص الذي يجمع كل الإماراتيين والدنا الغالي الشيخ زايد بن سلطان طيّب الله ثراه.



❊ زميل غير مقيم في كلية دبي للإدارة الحكومية

تويتر