رفعتم الرأس بدلاً من الكأس
حقق منتخب الشباب الإماراتي مجداً كبيراً له بمشاركته في كأس العالم للشباب المقامة في مصر، بعدما قدم أداءً جيداً خلال مشواره في البطولة، ما منحه التفافاً جماهيرياً كبيراً ومستحقاً، حيث ساندته الجماهير المصرية في الإسكندرية والسويس والقاهرة، إعجاباً بهذا الجيل الرائع من اللاعبين الذين رفعوا الرأس العربي في هذا المحفل العالمي.
ولابد أن نشيد بجميع أفراد هذا الفريق من اللاعبين وأجهزة فنية وإدارية على ماقدموه من جهد كبير طوال السنتين الماضيتين، حتى وصولوا إلى ما هم عليه الآن، ونالوا إعجاب العالم كله، وخرجوا من البطولة بشرف وهم مرفوعو الرأس، وقدموا أداءً راقياً في مباراتهم أمام كوستاريكا وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الصعود إلى المربع الذهبي، لكن هذا هو جنون كرة القدم، في ثوانٍ تجد حلمك يتبخر من دون أن يسعفك الوقت لاستعادته.
ــ ودون أن نقلل من إنجاز الصعود إلى دور الثمانية الذي وصل إليه المنتخب الشاب بجهده وعرقه وإرادته، إلا أن هناك بعض الأخطاء لابد من الوقوف عليها لتصحيحها مثل ضعف اللياقة وقلة التركيز والأخطاء الفردية، وهي عوامل تعالج بمزيد من التجارب والخبرة، ومن ثم العودة مجدداً لطريق الإنجازات بهذا المنتخب الرائع، منتخب الأمل والمستقبل.
ولا ننكر نجاح الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني مهدي علي في إعداد منتخب جيد، أصبح هو أمل الكرة الإماراتية في السنوات المقبلة، كما نشيد بجهد اتحاد الكرة الحالي والسابق في إعداد هذا المنتخب ودعمه والوقوف خلفه، ومع انشغالنا بكأس العالم للشباب شدتنا تصفيات كأس العالم للكبار، خصوصاً فرقنا العربية التي تخوض معارك كبري للوصول إلى نهائيات جنوب إفريقيا ،2010 ففي البحرين فرط منتخبها الوطني في الفوز أمام نيوزلندا في الملحق الآسيوي وخرج بالتعادل السلبي انتظاراً لمبارة الحسم في نوفمبر المقبل، كما حقق المنتخب المصري فوزاً غالياً على زامبيا على أرضها وبين جماهيرها، ما عزز من حظوظه في التأهل انتظاراً لمباراته المصيرية أمام المنتخب الجزائري صاحب الحظ الأوفر في التأهل بعد فوزه على رواندا، كما خسر المنتخب المغربي من الجابون وفقد أمله تماماً في الصعود للنهائيات كنظيره السوداني، وبذلك لم يتبق في حلبة التصفيات إلا مصر والجزائر وتونس، حيث تعقد عليهم الآمال في أن يتأهل اثنان في المونديال ممثلين للكرة العربية .
وحققت الأرجنتين فوزاً مهماً على الأوروغواي صعدت به إلى النهائيات بعد صعوبة بالغة، حيث شهد الفريق انتكاسات عديدة على يد مديرها الفني مارادونا، قبل أن ينقذه البديل بولاتي بهدفه الذي أهّل به فريقه للنهائيات.
الورقة الأخيرة
لابد أن نشيد بالجمهور الكبير الذي ساند المنتخب الشاب وسافر خلفه من الإمارات إلى الإسكندرية ثم السويس ثم القاهرة، وتحمل عبء وعناء السفر، لكن من أجل الأبيض كله يهون، ونأمل أن يستمر هذا الدعم على مدرجاتنا التي بدت خاوية في لقاء المنتخب الأول أمام فلسطين والأردن!.