الجماهير سر النجاح

عماد النمر

يهمنا في المقام الأول أن منتخبنا قد حسم تأهله إلى الدور الثاني مبكراً، ومن دون انتظار نتيجة يوم أمس، أمام المجر، وأرى أن السرّ وراء ذلك الإنجاز يعود إلى الجماهير الغفيرة التي ساندت منتخبنا الشاب في المونديال الفرعوني، من دون أن نغفل حق اللاعبين والجهاز الفني في العطاء الرائع الذي قدموه، ومن دون أن ننسى جهد اتحاد الكرة في دعم ومساندة الفريق، لكن الجديد في هذا النجاح الذي تحقق لمنتخبنا الشاب، كان بفضل الدعم الجماهيري الرائع للفريق، ودعونا نتكلم بصراحة فمنتخبنا الشاب يفتقد للجماهيرية في أرضه، كذلك حال جميع منتخباتنا، فالجماهير غائبة عن مؤازرة المنتخبات الوطنية على أرضنا، باستثناء بطولة الخليج التي أقيمت في أبوظبي ،2007 وجميع مباريات منتخباتنا التي تقام في الإمارات، تشهد أعداداً جماهيرية تثير الاستغراب من الجميع، لكن ما حدث من جماهير الاسكندرية من دعم ومساندة وتشجيع رائع، يؤكد أن هذه الجماهير هي كلمة السر في الإنجاز الذي تحقق.

وحينما أقول الجماهير الاسكندرانية، فإنني أعني ذلك التلاحم الرائع الذي حدث بين المصريين وإخوانهم من الجماهير الإماراتية، حيث انصهر الاثنان في بوتقة واحدة، ولا فرق بينهما في تشجيع المنتخب الإمارتي ومؤازرته بشكل أثار إعجاب جميع المراقبين، كما أثار حسد الفرق المنافسة التي شاهدت هذا التأييد الكبير لمنتخبنا الشاب من الجماهير المصرية.

وتأكيداً لهذا التلاحم العجيب أكد جميع المسؤولين في بعثتنا، وكذلك اللاعبون أنهم يشعرون بوجودهم في بلدهم ووسط جماهيرهم، ولم يشعروا أبدا بالغربة، حيث احتضنتهم عروس البحر الأبيض مدينة الإسكندرية وأهلها بشكل أذهل الجميع. وقد أقر الاتحاد الدولي بقدرة الجماهير المصرية الفائقة على دعم وإنجاح البطولة، حيث حضر مباريات الدور الأول فقط ما يزيد على 600 ألف متفرج والبقية تأتي، وهي بذلك تتفوق على جماهير هولندا والأرجنتين ونيجيريا والإمارات، التي أقيمت البطولة على أرضها في السنوات السابقة، ومن المتوقع أن تضرب الجماهير المصرية الرقم القياسي المسجل باسم الجماهير الكندية في بطولة ،2007 حيث شهدت حضوراً جماهيرياً بلغ مليوناً و195 ألف متفرج.

وهنا نؤكد بديهية معروفة، وهي أن الجماهير سر نجاح الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة، وأن كرة القدم من دون جماهير كالطعام من دون ملح، ونؤكد أن منتخباتنا الوطنية تملك من الإمكانات البشرية والمادية ما يؤهلها لحصد الألقاب واعتلاء المنصات، بشرط الدعم الجماهيري، والذي له مفعول السحر في اللاعبين كما شاهدنا ورأينا في الإسكندرية، ولابد لجماهيرنا أن تعيد حساباتها في الوقوف خلف فرقنا المختلفة، بداية من المسابقات المحلية ونهاية بالمنتخبات الوطنية، حتى لا يشعر اللاعبون أنهم غرباء على أرضهم.

الورقة الأخيرة

الغياب الجماهيري في مباريات دوري المحترفين خلال الجولة الأولى والثانية، يثبت بما يدع مجالاً للشك أن كرة القدم لدينا ليست اللعبة الشعبية الأولى، وأن أولويات الجماهير الإماراتية تبتعد عن المدرجات الكروية بشكل كبير.. ونأمل أن تغار الجماهير الإمارتية من الاشقاء الإسكندرانية، وأن تعود إلى المدرجات.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر