دعاة ودعاء

حمدان الشاعر

ماذا يضير البعض إن ختم بعض الدعاة دروسهم بدعاء مأثور يرقق القلوب ويربط المسلم بربه؟!

ولماذا يستاء البعض من بعض الدعاة حين تحتضن الفضائيات دروسهم ومحاضراتهم التي تمتاز بجدة الطرح وأصالته بعيداً عن التطرف أو التفريط. لقد انبرى عدد من كتاب الأعمدة قذفاً لأصحاب البرامج الدينية الرمضانية في مقابل غض الطرف عن الإسفاف والتهريج الذي تتمتع به مسلسلات رمضان وبرامجه، وكأنما الخلل يكمن فقط في برنامج دين يستنهض الشباب نحو العمل وأخذ الحياة بجدية وإيجابية تزيد من احترام الفرد لنفسه وتعزز دوره في مجتمعه ووطنه.

في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كانت أرقام المشكلات الأسرية وانحراف الشباب، قد بلغت حداً غير مسبوق، فألقى خطاباً وقتها ينادي فيه بضرورة العودة إلى الكنيسة والدين، مؤكداً أن الدين صمام أمان ضد همجية المجتمع المنحل من غير ضوابط، وغير الملتزم بأي شكل من أشكال التدين، كما أخذ المبشرون دورهم في وسائل الإعلام المختلفة في مخاطبة المجتمع نصحاً وإرشاداً.

لاشك أن الوعظ وتوجيه الناس إلى أبواب الخير دعوة فطرية أساسية في كل الشرائع والعقائد لكل من أراد الخير لنفسه ولمجتمعه، ويراها الكثيرون السبيل الوحيد لخلاص المجتمع من مشكلاته المستعصية وأمراضه المزمنة.

لماذا تبدو النجومية التي يتمتع بها الدعاة محل استفزاز لبعضهم؟ وكأن النجومية لابد أن تكون للممثلين الذين ملّهم المشاهد لسذاجة أدائهم ورتابة أدوارهم.

أقلام أخرى تتهم المسلمين بأن دعاءهم مدجج بالعنف ويدعو إلى إبادة الغرب وحضارته، وهذا في حد ذاته طرح غير منطقي وغير مستساغ لأن الإسلام دين حضاري له إسهاماته في مجمل الحضارة الإنسانية، وليس ضد أي منتج حضاري غربي، حتى وإن اختلفنا معه. وهذا الانتقاص من دور الدعاء وأهميته إنما يعكس فكراً ضحلاً ويسعى إلى البروز عن طريق استعراض سطحي بالسباحة ضد التيار.

الدعاء على الظالمين والمغتصبين أمر مشروع ومحدد في سياقه البعيد عن التعميم والبعيد أيضاً عن «الاعتداء» في الدعاء شكلاً ومضموناً.

ليت لنا أن ندرك ساعة استجابة وندعو في ها أن ينصر الله الأمة بأهلها ويُعز دينها ويزيد من دعاتها، ويهدي فيها أنصار الكلام المُشين الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع.

hkshaer@dm.gov.ae

 

تويتر