«إسفاف» و«استعباط»!

في الوقت نفسه الذي كنت أشاهد فيه أحد برامج الكاميرا الخفية، وأفكر في ضعف المستوى الواضح الذي وصلت إليه هذه البرامج، وتعديها مرحلة «الإسفاف» أحياناً، إذا برسالة نصية تصلني على الهاتف من أحد الإخوة الأعزاء يقول فيها «شفت الكاميرا (الغبية) أقصد (الخفية)، يعني هل هؤلاء المعدون والممثلون لم يطلعوا في حياتهم على كيفية إعداد حلقات ناجحة من هذه البرامج؟ هل اطلع هؤلاء (....) على برنامج (كاك) البلجيكي، أو النسخة الكندية الراقية، أو الإبداع والفن الموجودين في برنامج غرفة 401»؟!

ويتابع صديقي العزيز في رسالته القصيرة «من الغريب أن يفتقر هذا البرنامج إلى المعايير المقبولة، التي تجعله مؤهلاً لكي يشاهده الناس في رمضان، أيعقل أن يكون مثل هذا الذي نراه مادة تلفزيونية، وهي مملوءة بهذا الحجم من الإسراف في (استعباط) العباد»؟!

بعد قراءة الرسالة تأكدت تماماً من أنني لم أكن ظالماً أو قاسياً على هذه النوعية من البرامج، وأعتقد أيضاً أني وصديقي لسنا وحدنا اللذين يتفقان على ضرورة إعادة النظر في برنامج الكاميرا الخفية، فلقد وصل هذا العام ومن خلال الحلقات الماضية التي شاهدناها، إلى أدنى درجات السوء في الأفكار المكررة والمملة، وفي نوعية الممثلين المبتدئين، وغير المؤهلين إطلاقاً للتمثيل أو الظهور على الشاشة الفضية.

لن أبالغ مثل صديقي العزيز صاحب الرسالة الذي طالب في نهاية رسالته بضرورة جمع تواقيع أكبر عدد من المشاهدين لاتخاذ قرار بتحويل الممثلين والمعدين والمساهمين في هذا العمل إلى المحاكمة، ومن ثم حبسهم بعد أن تسببوا في «تلويع جبد» عدد لا يمكن حصره من المشاهدين، لكنني أكتفي بالمطالبة فقط بإيقاف مثل هذه البرامج المكررة، إن لم تكن تحمل في مضمونها أفكاراً جديدة بعيدة عن الإسفاف والاستعباط!

ومن الواضح جداً أن هاتين الصفتين، أصبحتا ملازمتين لبرامج الكاميرا الخفية، حيث اتضحت الصفة الأولى في برنامج «وراك وراك» الذي كان محبطاً هذا العام من شدة ضعفه وسوئه، واتضحت الصفة الثانية في برنامج «الأسنصير» الذي أصرت القنوات التلفزيونية على عرضه على الرغم من تسرب لقطات منه تحت عنوان «فضيحة الصيرفي» ويتضح خلالها الكيفية التي تمت بها تمثيل الحلقات، والمحاولات المعدة سلفاً لـ«حَبك» حركات مؤثرة بطريقة المسلسلات والأفلام، والهدف طبعاً إيهام الناس والضحك عليهم!

أما الأمر الغريب الذي لا يكاد يدخل عقلاً، فهو وجود برنامج مثل «حيلهم بينهم» الذي يعرض منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتنقّل بين الكويت والقاهرة ليصطاد جميع الممثلين والمطربين، ومازال إلى اليوم يجذب «الضحايا» من هؤلاء الممثلين، ومازلنا إلى اليوم نشاهد ممثلين «ينقص عليهم»، والأدهى أن هناك ممثلين يقعون للمرتين الثانية والثالثة، فماذا نستنتج من ذلك؟ غباء أم تمثيل أم «استعباط» أم وجود الكثير من «المساطيل» في عالم الفن والتمثيل؟!

reyami@emaratalyoum.com

الأكثر مشاركة