الفساد ينخر في جسد الكرة السورية

عماد النمر

تعيش الكرة السورية، الآن، أسوأ مراحلها على الإطلاق، وقد وصلت الأمور في الشارع الرياضي السوري إلى طريق مسدود أدى إلى حل الاتحاد السوري وتعيين لجنة مؤقتة لإدارة شؤون اللعبة، بعدما فاحت وانتشرت قضايا الفساد وعلم بها القاصي والداني، مع ثبوت تواطؤ أعضاء باتحاد الكرة في قضايا الرشوة.

ورغم أنني أرفض تماماً التدخل الحكومي في العمل الرياضي العام فإن الأمور إذا وصلت إلى هذا الحد من الفساد فلابد من التدخل وبتر يد الفساد تماماً.

وكان للاتحاد السوري اليد الطولى في تسهيل الفساد بداية من تعيين حكام بعينهم لأندية محددة من أجل التأثير في نتيجة المباريات التي يقوم الحكام المرتشون بإدارتها بعلم ومباركة أعضاء اتحاد الكرة.

وقد ثبت تورط أمين سر الاتحاد وبعض الأعضاء بالمشاركة في هذه الفضيحة، وخلال الموسم الماضي شارك تسعة حكام معروفين بالاسم في التلاعب بنتائج المباريات لمصلحة أندية هي حطين وجبلة وتشرين والنواعير والكرامة، وتسلم مبالغ مالية كبيرة مقابل تسهيل فوز الأندية الراشية.

وإذا وصل الفساد إلى قمة الهرم المتمثل في أمين سر الاتحاد ورئيس لجنة الحكام وبعض الأعضاء فإن الأمر لابد أن ينتشر بداية من الحكام ومروراً بالمسؤولين في الأندية من إداريين وأعضاء مجالس الإدارت ولاعبين، حتى وصل الأمر إلى الموظفين الصغار والعمال.

وكانت قمة المأساة هي الخلافات بين رئيس الاتحاد وبقية الأعضاء حتى وصل الأمر في أحد الاجتماعات إلى قيام رئيس الاتحاد برشق عضو بالحذاء بعد خلافات كبيرة بينهما، ووصف رئيس الاتحاد نفسه بعد هذه الواقعة بأنه منتظر الزيدي السوري، إضافة إلى التزوير المستمر في ميزانية الاتحاد لمصلحة فئة من المسؤولين أصحاب القرار. وكان قرار اتحاد الكرة بإلغاء نشاط أندية جبلة وحطين وإلغاء عضويتهما من اتحاد الكرة القشة التي قصمت ظهر البعير، وأدت إلى حل الاتحاد والتحقيق في قضايا الفساد والرشوة من قبل الاتحاد الرياضي العام وهو أعلى سلطة رياضية سورية.

وقد تسلّمت اللجنة المؤقتة إدارة شؤون كرة القدم السورية أول من أمس، ولا يستبشر الشارع السوري خيراً بهذه اللجنة التي يسيطر عليها العسكر، ومن المنتظر أن تعيد اللجنة المؤقتة النشاط إلى الأندية التي صدر قرار بحلها وإعادة عضويتها بالاتحاد. وطبعاً لم تنته فصول القضية فرئيس الاتحاد المنحل قدم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم قال فيها، إن قرار حله يعتبر تدخلاً حكومياً ترفضه القوانين الدولية المنظمة لكرة القدم، ومن المؤكد أن الاتحاد الدولي سوف يتدخل كما حدث في شأن الكرة الكويتية التي تم تجميد نشاطها من قبل.

وما بين اللجنة الحكومية المؤقتة والاتحاد الدولي ستستمر فصول القضية التي لن تنتهي قريباً، وستخسر الكرة السورية أكثر مما خسرته سابقاً، حيث أصبحت سمعتها على المحك.



الورقة الأخيرة

إن سقوط الكرة السورية في مستنقع الفساد والرشوة شيء مؤلم، والأكثر إيلاماً أن تطغى المصالح الشخصية على المصلحة العامة، وهذا ما نخشاه في الأيام المقبلة.

emad_alnimr@hotmail.com

 

تويتر