دبي 2020

عماد النمر

ما شكل دبي عام 2020 إذا ما وقع عليها الاختيار لاستضافة الأولمبياد؟ سؤال قفز أمامي بعدما تابعت رغبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في دخول دبي لاستضافة هذا الحدث الكبير، وكما نعرف فإن المشروعات العملاقة بدأت بفكرة صغيرة أو حلم جميل، لكن بفضل الإرادة والعمل الجاد تتحول الأحلام إلى حقائق، وهذا ما وصلت إليه بخصوص حلم أولمبياد2020.

والفكرة بدأت الآن بشكل مثالي، فعلى الفور تم تشكيل لجنة لدراسة الوضع بكل تفاصيله، تضم نخبة من أفضل العناصر كل في تخصصه، وستبدأ في اتخاذ الإجراءات الفعلية لتقديم الملف الشامل لدبي إلى اللجنة الأولمبية، ولا شك أن الأمر كبير، وكبير جداً، وبالتالي فإن الإعداد له سيكون على مستوى الحدث الرياضي، وكلي ثقة في رجال اللجنة في إتمام مهمتهم بأفضل شكل ممكن.

وفي المقابل فعناصر النجاح لا تكون بتقديم الملف فقط ولكن هناك العديد من العناصر التي تسهم في تعزيز فرص نجاحنا في قبول الملف، منها الإعلام الذي نحن جزء منه، الذي يجب أن يسلط الضوء على كل كبيرة وصغيرة حول هذا الحلم الكبير، وعلينا من الآن أن نقف بكل قوة خلف اللجنة ونحشد الجماهير عن طريق تقديم معنى تنظيم الأولمبياد ومدى استفادتنا من وجوده على أرضنا ليكون لنا السبق والريادة كأول دولة عربية، كما علينا أن نعيش الحدث بكل وجداننا ونعرف ما دور كل فرد منا في منظومة النجاح.

وفي حديث لي مع إذاعة الفجيرة أكدت أني لا أخشى من جزئية الجماهير في نجاح الأولمبياد على أرضنا، فالشواهد تؤكد أن جماهيرنا عند الأهداف الكبرى تخرج من قمقمها لتزين المدرجات في كل الرياضات وليس ببعيد جماهير كأس العالم للشباب 2003 ،وجماهير «خليجي 18»، كما أن الجاليات الموجودة سيكون لها نصيب كبير في النجاح والدليل البطولات العالمية التي تنظمها دبي مثل بطولة التنس الدولية، وبطولات كرة القدم الشتوية التي تشهد حضوراً غفيراً من الجماهير.

إن حلم استضافة الأولمبياد ليس أمراً سهلاً، فالمنافسة بين 20 دولة تقدمت للاستضافة ستكون شرسة، والمطلوب الكثير جداً، بداية من المدن الرياضية والقرى الأولمبية المتكاملة، إضافة إلى شبكة طرق ومواصلات على أعلى مستوى، وخدمات صحية وتكنولوجية وإعلامية وأمنية، وكل ذلك تقدر عليه دبي خلال السنوات العشر المقبلة وبكل جدارة.

بقي أن نشير إلى أن استضافة الأولمبياد لم تعد عملاً رياضياً بحتاً، لكنه أصبح صناعة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ اقتصادية، وإذا ما وضعنا ذلك المفهوم في وجداننا فسنكسب المعركة، وللعلم فقد تكلفت الأولمبياد الأخيرة في بكين مبلغ ثلاثة مليارات دولار، ومن قبل تكلفت أولمبياد أثينا 2.4 مليار دولار، ولكن الذي جنته هذه المدن يفوق بكثير هذه المبالغ.

الورقة الأخيرة

فترة التوقف الإجبارية التي عشناها بعد احتجاب الصحيفة تنفيذاً للحكم القضائي، كانت أصعب الفترات على نفوسنا وأقلامنا، ونأمل ألا يتكرر هذا التوقف لأي جريدة أو قلم، وأشكر القراء الأعزاء الذين تواصلوا معي عبر البريد الإلكتروني خلال فترة التوقف.

 

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر