مدرب جديد وواقع مرير

عارف العواني

مدرب جديد ومرحلة جديدة نتمناها بالتأكيد أفضل من السنوات الثلاث الأخيرة، التي مرت علينا بمرها دون حلوها.. مدرب جديد على الساحة المحلية والإقليمية من بلد بعيد عنا ولا نكاد نعرف عنه الكثير، إلا أنه تمكن من الفوز ببطولتي دوري، وشارك مدرباً لمنتخب بلاده في كأس أوروبا 2000 ، ما يعطيه أفضلية كبيرة على من سبقه بمراحل، وهم الذين اعتمدوا علينا في تعزيز سيرتهم الذاتية، بدلاً من أن نستفيد من خبراتهم لعدم وجودها أصلاً! ومهما كان، وكثر الحديث عن عمره، فإن غوارديولا الإسباني القدير مهد الطريق لفئة كبيرة من المدربين الذين لم يكملوا العقد الرابع من عمرهم، ولكن يتمتعون بالكثير من القدرات التدريبية المدعمة بأحدث أساليب التكتيك العلمية.

كاتانيتش بدأ علاقته مع الكرة الإماراتية بواقعية أسعدتني شخصياً، بتصريحه وبوضوح أنه لا يعرف إلا القليل عن الكرة الإماراتية، وتقتصر متابعته على مباراة منتخبنا مع المنتخب الألماني، والتي خرجنا منها بالكثير من السلبيات بدلاً من أن تكون إيجابية علينا.

ولكن أكثر ما استغربته ترديد نغمة أن المدرب الجديد صارم جداً، وكأن ما كان ينقصنا فقط الانضباطأ، خصوصاً أن هذه النغمة بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة، وتم التركيز عليها في أكثر من مناسبة مع كل تجمع للمنتخب في السنة الماضية. في ظل الوضع الحالي الذي وصل إليه منتخب الإمارات، وتدنى تصنيفنا الدولي من المركز 71 في مايو 2006 إلى المركز 122 في الشهر الجاري، والذي أعتبره مركزاً أطبيعياً وصلنا له بعد الخسائر المتتالية، التي أكرَمَنا فيها السادة الكرام الفرنسي ميتسو ومواطنه دومينيك.

إن أقصى ما أتمناه من طموح واقعي أن يتمكن كاتانيتش واتحاد الكرة بالطبع، من العودة بنا إلى مركز أفضل في التصنيف، ولو على الأقل ما كنا عليه في ،2006 وذلك للعلم ليس بالهدف الصعب، خصوصاً أننا كنا في سنة 1998 في المركز ،42 وذلك بفضل العمل الجاد الذي كان ونتمنى أن يعود.

في المواسم الأخيرة كثرت الوعود فتم وعدنا بالصعود لكأس العالم ،2006 ومن بعدها بالمنافسة على كأس آسيا، واستمر مسلسل الوعود بالصعود لكأس العالم 2010 والمحافظة أو بالأحري المنافسة على كأس الخليج في عمان وكالعادة ذهبت جميع هذه الأهداف أدراج الرياح، بل تحولت إلى مآسٍ وكوابيس ستستمر آثارها معنا لفترة طويلة، تحتاج إلى الاعتراف بالخطأ قبل البدء في التصحيح.. وبما أننا تعودنا بطبعنا وثقافتنا على العيش على الأحلام.

فكل ما نتمناه ان نتوقف قليلاً عن وضع مثل هذه الأهداف البعيدة عنأ الواقعية، وأن يضع الاتحاد الموقر أهدافاً واقعية تعود بنا إلى الوقوف على أرجلنا بعد حالة الإغماء التي نتعرض لها. وحتى لو كان الطريق إلى كأس آسيا المقبلة في قطر قد تمهد لنا بصعود الهند مباشرة، وبقائنا ضمن مجموعة من ثلاثة فرق يصعد منها اثنان، إلا أننا يجب ألا نبالغ في وضع هدف نعجز عن تحقيقه، كوعد بالمنافسة مرة أخرى كما تعودنا سابقاً، وشخصياً أتمنى أن يعدنا الاتحاد فقط بالتأهل إلى الدور الثاني من البطولة، وبالتالي نكون أقدر على التعامل مع واقعنا المرير الحالي، ونتخلى عن قفز الحواجز في وضع الأهداف.

وللعلم، الصعود بالتصنيف الدولي للفيفا لن يكون صعباً لو عملنا على خوض مباريات في نفس مستوانا، نتمكن فيها من تحقيق الفوز أو التعادل وتحاشي الخسائر التي تعودنا عليها، وذلك بوضع برنامج يتوافق مع الأجندة الدولية التي تحدد أيام المباريات الدولية للمنتخبات.

arefalawani@hotmail.com

تويتر